منذ فترة، بدأت نتفليكس التركيز على الوثائقيات ذات المحتوى الرياضي، وصنع أفلام تسجيلية عن رياضيين قدموا الكثير وما زالوا يحظون باحترام وإعجاب المشجعين وغير المشجعين. هدف منصة الستريمينغ الأميركية هو استقطاب أكبر عدد من المشتركين والمشاهدين بدون تقديم شيء جديد أو صنع وثائقي قد يشكّل وثيقة تاريخية يمكن الرجوع إليها بعد سنوات من الآن. أحدث فيلم حول شخصية رياضية هو وثائقي «شوماخر» (2021 ــ ساعتان ـــ عدة مخرجين) الذي يسعى إلى إنقاذ إرث مايكل شوماخر، بطل سباقات الفورمولا 1. بعد تعرّض الأسطورة لحادث تزلج مروّع في كانون الأول (ديسمبر) 2013، ودخوله في غيبوبة لمدة ست سنوات، لم تكن عائلته منفتحة في مسألة حالته الصحية. احتراماً لأسلوب البطل المتحفظ، التزمت زوجته كورينا وأطفالها ميك وجينا ماريا الصمت، لغاية اليوم.دائماً ما يتحول وثائقي عن أشخاص مشهورين أو رياضيين إلى سيَر قريبة من سيَر القديسين. الجزء الأكبر من الفيلم يدور في حلبة السباق والانتصارات ومنصة التتويج، فلجأ إلى صور ومشاهد أرشيفية لم تبنِ فكرة عن هوية هذا البطل الألماني. فقط صور ومشاهد لزوم السرد: «شومي» عندما كان صغيراً ويتنافس في سباقات الكارتينغ، أو يرقص في ليلة زفافه، احتفالاته على المنصة، شرب الشامبانيا، عناق الفريق بعد كل انتصار وما إلى ذلك، عِدّة الحنين والنوستالجيا. بالإضافة إلى الأرشيف، لدينا مقابلات وتعليقات ممن عايشوا مايكل وكانوا معه في كل انتصاراته وحياته المهنية والشخصية مثل فلافية برياتور، جان تود، لوكا دي مونتزيمولو وطبعاً بييرو فيراري. كل واحد أسهم بشكل بسيط في سياق الفيلم وطبعاً هناك نبذة عن تاريخ رياضة السيارات. فرصة أُتيحت لنا للتعرف إلى الدائرة التي أحاطت بمايكل طوال سنواته في الفورمولا 1. يهدف الجزء الأخير من الفيلم إلى إظهار رد فعل الأسرة على الحادث الذي تعرض له شوماخر. بشكل مقتضب وسريع، تظهر عائلة مايكل على الشاشة وتقول زوجته: «مايكل هنا، بشكل مختلف ولكنه هنا وهذا يمنحنا القوة».
الجزء الأكبر يدور في حلبة السباق والانتصارات ومنصة التتويج


يدوس الفيلم على كل التفاصيل الصغيرة. فجأة نصل إلى إعلان اعتزال شوماخر، ثم يعود مع فريق مارسيدس. لا تفاصيل معروضة ولا سجلات مذكورة. فقدان الفيلم للطاقة واضح منذ البداية، بينما نأمل أن تصل وتيرة السرد لتلامس جنون الفورمولا 1، فإن الفيلم لا يتجاوز السرعة المحددة. يسعى لتغطية الحياة المهنية الكاملة لمايكل حسب التسلسل الزمني مع إدخال الحادث الذي غيّر حياة شوماخر إلى الأبد، ممّا حول الفيلم إلى حفل عزاء.
مع تمجيد مهارات شوماخر، يقلّل الفيلم من إنجازات منافسيه في اللعبة، بمن في ذلك آيرتون سينا وميكا هاكنن. لا شك في قوة شوماخر ولكن لا يمكن إغفال منافسيه، أو الأحداث التي وقعت على الحلبة. يتجاهل الوثائقي الاتهامات التي تعرّض لها عام 1994 بسبب ارتكاب مخالفات بعدما فاز ببطولة العالم. يبرر اشتباكه مع جاك ڤيلنوڤ عام 1977 كنتيجة لروح مايكل التنافسية. فيلم متحيز يشبه صفحة ويكيبيديا تم تحريرها من قبل المعجبين، مجرد سرد ضحل يعتمد على الذاكرة الانتقائية للمعجبين، ومحاولة غير كافية لعبور خط النهاية وكسب إعجاب المشاهدين واهتمامهم.

Schumacher على نتفليكس