رغم قُرب انطلاق برمجة الخريف على القنوات اللبنانية، إلّا أنّ الأخيرة لا تزال في إجازة مفتوحة منذ شهر رمضان الماضي. هذا التلكّؤ يعود إلى الأزمة المالية التي تعانيها المحطّات وقرار القائمين عليها تجميد المشاريع الجديدة والاكتفاء بعرض حلقات جديدة من برامج قديمة. في مقابل مشكلة البرمجة التي تطبع القنوات برتابة قاتلة، لا تزال هذه الشاشات غارقة في أزمتها الكبرى التي تتمثّل في رواتب الموظفين الذين يطالبون بالحصول على جزء منها بالدولار الأميركي، بعد ارتفاعه الجنوني مقابل الليرة اللبنانية. إذ تشهد القنوات عملية «ترقيع» لتلك الأزمة، تتمثّل تارةً في دفع الرواتب على سعر صرف المصارف أي على حساب 3900 ليرة، وطوراً تحاول دفع زيادة على الراتب، لكن بالليرة اللبنانية أيضاً. هذا باختصار حال غالبية القنوات اللبنانية، لكنّ الوضع بالنسبة إلى رئيس مجلس إدارة mtv ميشال المرّ يبدو «جيداً» مقارنة بزملائه. إذ تلفت مصادر لنا إلى أن المرّ قرّر قبل أسابيع قليلة، وضع خطة مالية تتمثّل في تقسيم رواتب الموظفين، فيُسدَّد جزء منها بالليرة اللبنانية، وقسم ثان يحصل عليه الموظف من المصرف على سعر 3900، والقسم الثالث والأهمّ لأنّه يصل إلى قرابة 10 %، يُدفع بالدولار الأميركي. في هذا الإطار، تشير المصادر إلى أن تمايز المرّ عن باقي زملائه يعود لأسباب عدّة، على رأسها «التمويل السياسي»، وتأجير استديوات «فيزيون» (تابعة لـ mtv) إلى ثلاث قنوات عربية وخليجية تتعامل جميعها بالدولار.
تعاقد ميشال المر مع ثلاث وسائل إعلام عربية معروفة


فقد انضم أخيراً فريق قناة «الحرة» الأميركية إلى استديو «فيزيون» لتصوير برامجه السياسيّة والاجتماعية. و«الحرّة» ليست الوحيدة التي تتخذ من النقّاش مركزاً لها، بل سبقتها أيضاً القناة الليبيّة التي كانت أوّل الواصلين إلى استديوهات المرّ قبل سنوات، ناهيك عن منصة «صوت بيروت انترناسيونال» (يديرها جيري ماهر وخلفه بهاء الحريري)، التي تصوّر جميع برامجها (باستنثاء عدد قليل جداً منها) في استديوات المرّ.
من هذا المنطلق، تشهد استديوات «فيزيون» زحمة تصوير لافتة، بعدما وجد المرّ نفسه «مسيطراً» على جزء معقول من وسائل الإعلام التي تصوّر في بيروت. وبحسب المصادر، فقد قدّم المرّ لتلك القنوات عروضاً مالية «ميّسرة» أكثر من غيره، فاستقطب الشاشات العربية والخليجية. وتلفت المصادر إلى أن المرّ يحاول جمع أكبر عدد من القنوات في «النقّاش»، للحصول على أكبر ميزانيّة بالدولار. في المقابل، تشير المعلومات إلى أن استعدادات رئيس مجلس إدارة mtv للانتخابات النيابية المتوقّعة في شهر أيار (مايو) المقبل، بدأت باكراً هذا الموسم. ورغم أن المدّة الفاصلة لهذا الاستحقاق السياسي، لا تزال بعيدة بعض الشيء، إلا أن المرّ قرّر توسيع نشاطه عبر تعزيز قسم الأخبار والتعاقد مع مقدّمين ومراسلين جدد. يضع المرّ كل ثقله في قسم الأخبار ــ الذي يعتبر المدلّل بالنسبة إليه ــ للانطلاق بخطّة إعلامية سياسية تعوّم أطرافاً سياسية على حساب أخرى. وستتضح تلك الخطة في الأسابيع المقبلة ريثما تُرسم السياسة الداخلية للمحطة وخطتها وتوضع على «النار». على أن يقوم مارسيل غانم ببرنامجه «صار الوقت» المتوقّع انطلاقته غداً الخميس، بتطبيق تلك الخطة واستضافة شخصيات مرشحّة للانتخابات والترويج لها. وكما العادة، لن تخلو البرامج السياسية من تلميع صورة بعض المرشحين والترويج لآخرين على مبدأ «من يدفع أكثر».