القاهرة | نجح حسين الجسمي (الصورة) في الانفراد بلقب «أشهر مطرب خليجي في مصر» بعد تقديم العديد من الأغنيات باللهجة المصرية، وتمكن أخيراً من منافسة المغنية اللبنانية نانسي عجرم صاحبة أشهر أغنية وطنية مصرية قبل الثورة «لو سألتك إنت مصري؟».
قدّم الجسمي خلال العام الماضي ثلاث أغنيات متتالية لـ «أم الدنيا». توجّهت «تسلم إيدك» و«سيادة المواطن» إلى الجيش المصري عموماً، ووزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي خصوصاً، لكن أغنيته الأخيرة «بشرة خير» تخطت كل التوقعات، حاصدة إعجاب الملايين في ساعات قليلة. المسألة تعود أساساً إلى أنّ الجسمي وخلفه الشاعر أيمن بهجت قمر، لعبا على المضمون، من خلال ذكر أسماء أبرز المدن والأقاليم المصرية وسط إيقاع سريع، وتصوير راقص انفردت بعرضه شبكة قنوات «سي. بي. سي». الأغنية تحث المصريين على النزول بكثافة إلى صناديق الاقتراع في 26 و27 أيّار (مايو) الحالي في ظل سعي المرشحَيْن الرئاسيَيْن السيسي وحمدين صباحي، الحثيث إلى تقليص نسبة المقاطعة. هكذا، جاءت الأغنية في وقت يحتاج فيه الجمهور إلى كسر رتابة السباق الانتخابي، لتوفّر مساحة لا ندري لماذا لم يبحث عنها أي مغنٍّ مصري! كعادتهم، اتسمت ردود فعل المصريين على «بشرة خير» بالعاطفة والانفعال. هناك من دشّن حملة لمنح الجسمي الجنسية المصرية، وهناك من تساءل عن سرّ حبّه للمحروسة، فيما مازح البعض دولة الإمارات مطالباً إياها بإعطاء صاحب أغنية «6 الصبح» إلى مصر، على أن تأخذ في المقابل 20 مطرباً مصرياً فشلوا في تقديم ما سبقهم إليه. وأكّد الجسمي في بيان أنّه «شرف لأي فنان عربي الغناء لمصر. حبي لهذا البلد العظيم وشعبه الجميل، قائمٌ على الحب والاحترام المتبادل، وهو ما ينطبق أيضاً على الشعوب الأخرى».
في المقابل، رأى بعضهم أنّ أغنيات الجسمي تنجح «لأنّها عن مصر»، فيما طالبه آخرون ــ ممازحين أيضاً ــ بالإقامة الدائمة فيها ليعرف مشاكلها عن قرب وبعدها يقرّر ما إذا كان سيستمر في الغناء لها.
وحقّق الشريط الصوتي الخاص بالأغنية نصف مليون مشاهدة خلال ثلاثة أيام (أُطلقت في 16 الحالي) عبر قناة الجسمي الرسمية على يوتيوب، وتمكن الكليب المصوّر من حصد حوالى 100 ألف مشاهد على قناة cbc على الموقع نفسه. علماً بأنّ الكليب صوّر في معظم المحافظات المصرية، مستنسخاً الفيلم التسجيلي الذي قدمته المخرجة المصرية ساندرا نشأت في كانون الثاني (يناير) الماضي لحث المصريين على المشاركة في التصويت على الدستور.
على الضفة المقابلة، أفسد الملحن محمد رحيم فرحة صناع «بشرة خير» بعدما أكد أنّ لحنها الذي وضعه عمرو مصطفى «مسروق» من أغنيات له. نتيجة لهذا التصريح، انطلقت عاصفة من النقد في وجه مصطفى المناهض لـ «ثورة يناير» الذي اعتاد الهجوم على معارضيه بعنف. وبعدما وجّه إهانات لسلمى حمدين صباحي قبل يومين رداً على إعلان إعجابها بالأغنية، التزم مصطفى الصمت تماماً تجاه كلام رحيم.