القاهرة | خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012، كان منطقياً أن يكون المرشّح المصري الرئاسي حمدين صباحي الأكثر جذباً للفنانين خصوصاً الشباب منهم، لكنّ هذا لا يعني أنّه استحوذ على معظم النجوم. جيل الفنانين الرافضين للثورة منذ البداية وقفوا إلى جوار المرشّح أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق محمد حسني مبارك. وكان منطقياً أن يتزايد هذا العدد مع وصول شفيق إلى مرحلة الإعادة أمام مرشّح الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي لم يؤيّده أيّ فنان معروف.
في انتخابات 2014، كان متوقعاً أن يؤيّد الفنانون المحبّون لنظام مبارك المرشّح عبد الفتاح السيسي، خصوصاً أنه نجح خلال عامين في كسبهم إلى جانبه، عندما دعا مجموعة من الفنانين إلى حضور تدريبات عسكرية في سابقة هي الأولى من نوعها (الأخبار 10/10/2013). أدرك السيسي باكراً أهمية الفنانين في دعم أيّ متنافس على أصوات الناس. ورغم أنه لم يخطّط بالطبع للترشح للرئاسة قبل «30 يونيو»، إلا أنّ ما حدث بعد عزل مرسي هو انحياز بعض الفنانين الذين كانوا يؤيّدون صباحي إلى السيسي أيضاً، أبرزهم المخرج خالد يوسف. يحرص الأخير في كل تصريح يُدلي به على تأكيد عمق صداقته مع صباحي بعدما اتهم كثيراً بالنذالة مع صديق عمره (صباحي). يحظى صباحي بتأييد الفنانين لأنه يدرك أهمية الفنّ والثقافة، فهو منغمس منذ البداية في الوسط الفني.
وشارك كممثل في فيلم يوسف شاهين الشهير «الآخر» (1999)، ونجله محمد يعمل في الإخراج السينمائي، وابنته سلمى تعمل في مجال الإعلام والغناء. وفي فيلم «هي فوضى» ليوسف شاهين وخالد يوسف، يرى الجمهور اسم صباحي بوضوح على لافتات انتخابية استخدمها صنّاع الفيلم في خلفية المشهد. وفيما توقّع بعضهم أن يخوض صباحي معركته الحالية من دون مشاهير الفنّ والأدب، بدا أنّ كثيراً من المتردّدين حسموا أمرهم في الأيام الأخيرة.
هكذا، أطلقت حملة حمدين الانتخابية تصماميم تجمع صور أبرز المشاهير الذين يدعمون حمدين صباحي، في مقدمهم المخرج السينمائي محمد خان. والأخير حصل قبل فترة وجيزة على الجنسية المصرية وستكون الانتخابات المقبلة (26 و27 أيار/مايو) أوّل استحقاق انتخابي يشارك فيه. كذلك، أعلن المخرج يسري نصر الله دعمه لحمدين، والأديب المعروف صنع الله إبراهيم، والنجم عمرو واكد، وفتحي عبد الوهاب، وعمرو سعد والممثلة رندا البحيري.
كذلك يدعمه من شباب صناعة السينما: وسام سليمان، آيتن أمين، وائل حمدي، محمد علي، كريم وريم العدل، إضافة إلى نجم «ستار اكاديمي» محمد عطية، والممثل القدير عبد العزيز مخيون، وفاروق الفيشاوي، والموسيقار عمرو سليم، والشاعر عبد المنعم رمضان، وغيرهم. فيما ينسّق هذا الملفّ في حملة صباحي المنتج المعروف محمد العدل الذي أعلن عن تأييده باكراً لحمدين، وضرب مثلاً في الاختلاف السياسي المتحضّر مع شقيقه الشاعر والسيناريست مدحت العدل الذي يؤيد عبد الفتاح السيسي. والأخير لم تحتج حملته على ما يبدو إلى تقديم تصاميم مماثلة لمؤيدي المشير، على أساس أن أعداد المؤيدين من المشاهير كبيرة وفق ما يؤكد دوماً مناصرو وزير الدفاع المصري السابق.