بحضور المخرج محمد خان والنقاد: أمينة رشيد، سيد البحراوي، وليد الخشاب والمفكر اليساري خليل كلفت، قدم طارق علي ندوة مفتوحة في «مكتبة الكتب خان» (ناشر الترجمات العربية لأعماله) وأدارها الصحافي اليساري هاني شكر الله، تحدث طارق علي أمام جمهور كبير.
طغت السياسة على تساؤلات الحاضرين ولم يعد هناك مجال للحديث في الأدب. طلب المشاركون منه تحليل الوضع في بلدان الربيع العربي، فخصّ مصر بمساحة كبيرة من التحليل، مبدياً دهشته من عجز القوى الثورية عن الوصول الى السلطة وإزاحة بنية النظام السياسي القديم. وأكد أنّ الإخوان المسلمين لا يعبّرون عن الدين، بل «يمثلون حالة لا يمكن اختصار الدين فيهم» لافتاً إلى أنّ الدين ليس المكون الوحيد للهوية، ومعرباً عن أمنياته لو أنّه تم عزل محمد مرسي بطريقة ديموقراطية بعيداً عن تدخل الجيش. وخلص إلى أنّ المصريين عادوا إلى المعادلة القديمة «إما العسكر أو الذقن». واعتبر أنّ «سقوط نظام الإخوان وإطاحة مرسي كانا بمثابة كارثة للولايات المتحدة التي عرضت منح مرسي يومين إضافيين، لكن الجيش رفض لأنه أخذ وقتاً كافياً بالفعل. عندما اطمأنت إسرائيل على وجود العسكر في الحكم من جديد، أبدت قبولها لسقوط الإخوان، وهنا فقط تقبلته أميركا وغيّرت موقفها». ونبه الى أنّ المد الثوري في مصر لم يتوقف لأن الحركات الاحتجاجية تشبه الأمواج تعلو وتنخفض، وما سيقوم به الرئيس المصري المنتخب خلال السنتين المقبلتين، مهمّ جداً، فـ«إن لم يحدث أي تغيير، سيزداد الغضب بالتأكيد».
أما في ما يخص مخطط تقسيم الوطن العربي، فأكّد أن المخطط موجود بالفعل. وأشار إلى أنّ مانشيت «نيويورك تايمز» بعد سقوط بغداد كان: «مبروك والآن علينا بطهران ودمشق». واعتبر الوضع في ليبيا كارثياً بسبب صراع القبائل، مضيفاً «حتى الآن، لا يمكن الوصول الى أرقام دقيقة لضحايا ضربات الناتو. أما سوريا، فأي نتيجة سينتهي إليها الصراع هي خسارة للشعب، فهو الضحية بين قوات الأسد والجماعات الجهادية الهمجية، وخصوصاً أنّ الوصفة المطلوب تعميمها هي خطة العراق حيث الصراع السياسي على أسس مذهبية». في حديث طارق علي عن سلسلته الروائية الشهيرة «خماسية الإسلام» قال إنّ الدافع لكتابتها كان حرب الخليج عام 1991، حين خرج مذيع في قناة «بي. بي. سي.» قائلاً إنّ «العرب ليس لديهم ثقافة سياسية». من هنا بدأ علي التفكير في التاريخ الموجع للإسلام في أوروبا، والعلاقة بين العالمين المسيحي والإسلامي، ليعود بنا عبر رواياته إلى تاريخ صقلية والأندلس وعصر صلاح الدين وفلاسفة بغداد والصين وباكستان اليوم. يقول: «لا أختلق التاريخ، فعلى الحقائق التاريخية أن تظل كما هي، لكن المرأة لم تكن مذكورة بقوة في التاريخ، فلا أحد يعرف عن زوجات صلاح الدين والمرأة في حياته. لذا كان عليّ أن أتخيل هذا».