لا يتوقف الكابتن رمضان عبد المعطي عن الصراخ والسباب ورمي الحجارة على الشباب والأولاد الذين يحدّقون ويضحكون على ساحة التدريب الخاصة به. هو مدرب رفع الأثقال منذ أكثر من 20 عاماً، والد نهلة رمضان البطلة الأولمبية وبطلة مصر في رفع الأثقال. الكابتن رمضان الذي نال في ناديه الرياضي وسط الشارع، ميداليات أولمبية وعالمية في مجال رفع الأثقال، يتولّى تدريب الفتيات على رفع الأثقال في الشارع تقريباً، في «خرابة» في حي الورديان في الإسكندرية، اختارها لتكون مقرّاً للتدريب. يجمع الكابتن البنات من فقراء الحي الشعبي ويدربهن على رفع الأثقال، ويخوض معهن المنافسات المحلية وصولاً إلى حصد الميداليات الأولمبية وبطولات العالم. وثائقي المخرجة المصرية مي زايد «عاش يا كابتن» (2020 ــ متوافر على نتفليكس) يخبر قصة الكابتن رمضان (توفي عام 2017) مع الفتيات اللواتي يدربهن، خصوصاً أسماء رمضان (زبيبة) البالغة 14 عاماً، التي تحلم بأن تصبح بطلة العالم في رفع الأثقال. في الفيلم صراعات كثيرة: زبيبة تحارب الإصابات والتوقعات الاجتماعية والفقر والقيود الدينية، والكابتن رمضان يحارب من أجلهن ويدربهن وفي الوقت نفسه يحاول بناء سياج حول ساحته وتحويلها إلى مكان لائق للتدرب. لا تحتاج صناعة البطلات بالنسبة إلى الكابتن رمضان، إلى قاعة تدريب كبيرة وفخمة. بالنسبة له، قطعة أرض شاغرة ومعدات أساسية هو ما يريده فقط. رمضان ليس مجرد مدرّب، هو أب ومعلم. يسقي النباتات ويدرّب ويصرخ ويسبّ ويخبر الحكايات ويطلق النكات، ويعترض أي شخص يحاول السخرية من الفتيات ومن الخرابة. زبيبة الصغيرة هي حلمه الجديد، تجمعهما علاقة معقدة. هو قاسٍ معها وحنون في آن. لا يتردّد في إهانتها إذا خسرت. ويرقص معها ويغني عندما تفوز. هي التي تحاول تحقيق حلمها، متحدّيةً خلفيتها الاقتصادية والاجتماعية. لا تتحدث كثيراً، غير منضبطة نوعاً ما، ضائعة ويصبح مسارها معقداً ولكن الحب يلفها من جميع الجوانب. تركت مي زايد كاميرتها تراقب، وزبيبة والكابتن رمضان صنعا الفيلم. على الرغم من أن لعبة رفع الأثقال عادة ما ترتبط بالرجال، إلا أن الكابتن رمضان أثبت خلاف ذلك. يتكلم معهم بمصطلح المذكر، ما يبدو غريباً في البداية ولكن بطريقته هذه يقنع الجميع أن المصطلح زائل في دلالاته، وهو بحديثه ذلك يفرغه من محتواه الذكوري. «عاش يا كابتن» ليس مجرد وثائقي عن عالم رفع الأثقال، بل رحلة اجتماعية في عالم المرأة والفقر والمساواة الاجتماعية وأيضاً تحليل للموارد الشحيحة لبلد يحاول التنافس على قدم المساواة في المسابقات الدولية مع محترفين حقيقيين من أكثر البلدان تقدماً. نقلت مي زايد قصة عن المرونة والصمود والشغف والمثابرة، كحّلتها ببعض الميلودراما، ولكن الأهم هو هؤلاء الرياضيون والمدرب.
«عاش يا كابتن» على نتفليكس