نحن نعلم أنّ «الأخيار» لا يُقهرون، و«الأشرار» يخسرون دوماً. مع ذلك، لا يمكننا إلا أن نشاهد أفلام الأكشن. «سريع وغاضب 9» يستحق المشاهدة، ليس كسينما بثقلها الثقافي، إنما بدورها الترفيهي. «الملحمة السريعة 9» مثير من الناحية الفنية. سوف نرى دومينيك (ڤان ديزل) وفريقه يمرون بأصعب الظروف أثناء ملاحقتهم من قبل الأشرار: مروحيّات تنفجر، سباق سيارات، أسلحة وذخائر لا تنتهي، سيارة «بونتياك» قديمة متصلة بصاروخ سينفجر، وكل ما يمكن تخيّله ورأيناه من قبل في هذه السلسلة وأكثر. حتى إنّنا سوف نشاهد كيف يلعب فريق «دوم» بالحقول المغناطيسية ويتحدى جميع قوانين الجاذبية والفيزياء والمنطق. كأي فيلم من هذه السلسلة، العيوب واضحة. مع ذلك، فهو مثير للإعجاب ومشوق. بعد خروجنا الجزئي من جائحة كورونا، السينما بحاجة إلى هذا النوع من الأفلام التي تتصدر شباك التذاكر، كما أنّ الجزء المسؤول عن التفكير المنطقي في عقلنا بحاجة إلى راحة لمدة ساعتين ونصف الساعة.أربع سنوات مرت منذ آخر مرة رأينا فيها دومينيك توريتو وفريقه. لم نكن متأكدين متى سوف نلقاهم مجدداً بسبب كثرة الشائعات ووباء كورونا، ولكن ها هم يعودون إلى الشاشة الكبيرة، بفيلم من إخراج جاستين لين مرة أخرى. بعد سنوات عدة على أحداث الفيلم السابق، وعلى الرغم من أن دوم استقر أخيراً مع زوجته ليتي (ميشيل رودريغز) وابنهما الصغير بريان، يجتمع الطاقم مجدداً مع شقيقة دوم ميا (جوردانا بروستر)، والصديق القديم هان (سونغ كانغ) ورومان (تيريس غيبسون) وتيج باركر (لوداكريس) لإيقاف العدو الأكثر إثارةً للتحدّيات حتى الآن: جاكوب (جون سينا)، شقيق دوم وميا.
حتى سلسلة «مهمة مستحيلة» لا يمكنها الاقتراب من عبثية «سريع وغاضب»


لا يمكن لأي شخص ولا حتى سلسلة أفلام «مهمة مستحيلة» الاقتراب من عبثية أفلام «سريع وغاضب». بعدما شاهدنا كيف يمكن سحب خزنة كبيرة بواسطة سيارتين في شوارع ريو دي جانيرو، إيقاف دبابات في منتصف طريق سريع، تحليق بالسيارات الخارقة بين ناطحات السحاب، النجاة من هجوم غواصة نووية... من الصعب أن نأمل بأن يكون هناك أي شيء جديد، ولكن الفريق لا يمكن أن يخيّب آمالنا. مشاهد الاكشن في الفيلم الجديد سخيفة وغير مقنعة ومربكة، وتحوي أكثر الكليشيهات السينمائية، ولكنها في الوقت نفسه إبداعية ممتعة وتقوم بدورها المطلوب منها. تراوح المشاهد في هذه الملحمة السريعة بين غير المعقولة إلى المضحكة تماماً. هناك مشاهد لا تُنسى، مثل السباق في شوارع لندن المزدحمة في شاحنة مغناطيسية تجذب كل الأجسام المعدنية على طول الطريق. ولكن أفضل شيء في «أف 9» هو أن الفيلم والشخصيات يعترفان علانيةً بمدى سخافة كل هذا. بصرف النظر عن الإيماءات الواضحة للمشاهدين، فإن المشروع نفسه وكل من يشارك فيه يعتنقون الجنون تماماً، مما يشجع المشاهد على فعل الشيء نفسه.
إذا كنا قادرين (حقاً) على قبول أي شيء يظهر على الشاشة على مدى أكثر من ساعتين، والاستمتاع بالسخرية والترفيه ومشاهدة التشويق بينما نفرغ دلو الفشار الكبير، فإنّ «سريع وغاضب 9» مناسب تماماً. ومع ذلك، لا أعتقد أن الفيلم الجديد سوف ينتهي بأن يكون المفضل لمحبّي هذه السلسلة. لا يزال «فاست 5» هو أفضل ما قدّمته الأخيرة.

Fast and Furious 9
في الصالات