فيلم تجريبي وجودي ذو استعارات فلسفية
تجريبي فيلم سارة، بصورة دافئة رمادية، ينقل فيها الصوت المساحات، كما يظل عالقاً في مكانه. لا شيء ملموساً في الفيلم، كالقمر تماماً. كل شيء مشاع للخيال والإبداع والمفاهيم والتجارب الشخصية. «كما في السماء، كذلك على الأرض» فيلم ذكي جداً ومثير للاهتمام، ولكن بلا روح ولا إحساس ولا ذكاء عاطفي. مُتعب بكثرة التساؤلات التي يلقي الضوء عليها، ثم يتجاهلها ويعيد تكرارها. هش ومتقلب، يسعى دائماً إلى التبرير بأنه فيلم ذكي، وهذا واضح ولكن كمية الخطابة في الفيلم حوّلت ذكاءه إلى خطاب فارغ في المعنى والإنجاز.
بعيد فيلم سارة وقريب جداً مثل القمر. اللغة العربية الفصحى المستعملة جافة، أبعدت المشاهد عن المشاعر والأحاسيس المطلوبة والمفقودة في الشريط. أصبح الأخير من خلالها كمقال كبير، ينبغي لنا أن نعيد قراءة الأسطر السابقة لنفهم السطر الذي نحن فيه. صنعت سارة فيلماً لبنانياً تجريبياً وجودياً فيه استعارات فلسفية، في إطار بسيط ضيق ومتواضع في نواياه، لكن بنتيجة نهائية مقيّدة كما الإنسان نفسه. هناك الكثير من التساؤلات والأفكار والحقائق والمعلومات كما لو أن كل ما فيه زائد عن الحاجة.
«كما في السماء، كذلك على الأرض» لسارة فرنسيس: 19:30 مساء 23 تموز (يوليو) ــــ «مسرح وسينما اشبيلية»