لأننا أحياناً نفقد عقولنا وحواسّنا تماماً ونخاطر بكل شيء للحصول على ما هو «محرّم»، ولو علمنا أننا قد نخسر كل شيء، لكنا أغلقنا أعيننا للحظة للحصول على المتعة المطلقة وننسى أي شيء آخر. في «أذى» (1992) يعود المخرج الفرنسي لوي مال إلى الجنس باعتباره ارتباطاً يائساً بالحياة. يقدم قصة مفجعة، صادمة لا تُنسى عن شغف ثمنه باهظ جداً. سقوط لا يرحم في التوترات الجنسية التي لها علاقة دقيقة بالموت.آنّا (جولييت بينوش)، محاطة بهالة من الغموض والجاذبية المغناطيسية. الرجال يواجهون صعوبة في مقاومتها. هي ليست فائقة الجمال، لكنها جزيرة مستقلة، تدير حياتها بحسية. الرجال يشعرون بنوع من الفضول للاقتراب أكثر منها والتعرف إليها. ويصيبهم الجنون لعدم تمكنهم من تحقيق ذلك. ستيفن (جيريني آيرون)، سياسي إنكليزي ناجح. حياته الزوجية مستقرة. يحسب خطواته ويسيطر على كل شيء من حوله. يلتقي بها، يقع في حبها. لكنها مخطوبة وهو متزوج. تبدأ علاقتهما كشهوة نقية، إلا أنها تمتاز بأثرها المدمر. «أذى» يركز على علاقتهما، خيانتهما، وإمكانية دمجها في حياتهما بدون مشاكل. هي تصرّ أن تُبقي على حياتها المزدوجة، رغم اقتراح خطيبها بإضفاء الطابع الرسمي على علاقتهما. هي حرة في جسدها وعلاقتها الجنسية مع الاثنين.
قصة مفجعة، صادمة لا تُنسى عن شغف ثمنه باهظ جداً

أما هو (ستيفن) فقراره ليس بيده، بالنسبة إليه آنا هي الشغف الجامح، الهوس، المرض، العدوى، السم، اللذة غير المحدودة، الذنب والفداء... يستمران في «الإدمان»، أحدُهما على الآخر... ببساطة؛ هما مستمتعان بشغفهما، ويديران بمهارة مغامرتهما. «أذى» فيلم مثير عن شخصين غير مخلصين. هو شغوف بحياته وإن كان يتطلب الأمر مخاطرة. وهي مستمتعة بحياتها وخيانتها. هي مع رجلين في جانبين متقابلين، مختلفين عاطفياً، ولكن في الوقت نفسه متشابهان جداً... نعم إنهما، الأب وابنه.

* Damage على نتفليكس

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا