أكثرُ ما يؤلم في رحيل «الشيوعي الأخير» - كما كان يصف نفسه - بجانب خسارتنا لشاعرٍ قال ما لم نسمعه وذهب بعيداً في اللغة، أكثرُ ما يؤلمُ هو القدرُ في الموت بارداً ووحيداً، الطيور التي غادرتها أعشاشها واستوطنت كونكريتاً وثلجاً، لماذا يموتُ الشاعرُ وفي عينيه شوقٌ قصي؟ سعدي - الذي اختلفنا حول مواقفه - وعشقنا قصيدته، سيبقى خالداً في صفته الأحب، الشاعرُ الذي غادر بساتين أبي الخصيب وعانق العالم.
وداعاً سعدي .. وداعاً بمثل رثاءٍ شجي كَتبتَه:
«من قال لي: لا سماء ليخفق فيها جناحاك؟ من؟
أهو ذنبكَ أنك يوماً وُلدتَ في تلكَ البلاد؟
ثلاثة أرباع قرنٍ وما زلت تدفع من دمك النزر تلك الضريبة
أنك يوماً وُلدتَ في تلكَ البلاد»

* شاعر وناشر عراقي




اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا