القاهرة | ومن الحب ما أدى إلى الفشل! هذه أكثر جملة تعبّر عن حال بعض الفنانين في مصر، بعدما كادت أن تتسبب بعض الزيجات الفنية الحديثة في سقوط أصحابها، بسبب المحسوبيات والواسطات. ورغم أن هذه الظاهرة مرّت بسلام نسبي خلال السنوات السابقة عندما تم الزج بأشخاص ليكونوا نجوماً وأبطالاً مطلقين، إلا أن استمرارية ذلك أوشكت على الانتهاء بعد حدوث أكثر من واقعة خلال موسم رمضان الأخير أثارت سخرية الناس من فنانين محدودي الموهبة أتيحت لهم فرص هائلة بفضل زيجاتهم، ليصل الأمر إلى اتّخاذ قرارات بمنع التعامل مع بعضهم. بعد شهر رمضان، فوجئ الجمهور بقرار «الشركة المتحدة» بوقف التعاون مع المخرج محمد سامي الذي كان «الابن المدلل» للشركة. الغريب أنّ هذه القرارات لا تصدر بشكل علني، وغالباً ما يتم إنهاء التعاون بين أي فنان وشركة بهدوء بعد أن يعلن الفنان نفسه عن تعاونه مع شركة أخرى. أزمات سامي، زادت عن حدها هذا العام: واجه اتّهامات دفعت الشركة ثمنها، بدءاً من أسلوبه في التعامل مع الممثلين، والاتهام بإهدار «المال العام» الذي تسبّب به في مسلسله «نسل الأغراب» (بطولة أحمد السقا وأمير كرارة)، الذي تجاوزت ميزانيته الـ 100 مليون جنيه مصري، وعدم التزامه بمواعيد إنهاء التصوير... كل ذلك يضاف إليه ما لاقاه المسلسل من فشل نقدي وجماهيري، وعدم منطقية الأحداث، والأداء التمثيلي الكاريكاتوري الذي جعله مثار سخرية، ثم السقوط المدوي الذي حدث في تاريخ اثنين من نجوم مصر الأوائل وهما أحمد السقا وأمير كرارة. أما التجاوز الأكثر استفزازاً، فكان ما فعله سامي من الزجّ بزوجته مي عمر وأخته ريم سامي في أعماله. أولاً بالنسبة إلى الزوجة، يروّج لها سامي باعتبارها خليفة سعاد حسني وبأن مسلسلها «لؤلؤ» (أشرف على إخراجه سامي أيضاً) تابعه أكثر من مليار مشاهد! وفي «نسل الأغراب»، وضعها في شخصية لا تناسبها، إلى جانب المبالغة في ملابسها ومكياجها، مما يتنافى مع مظهر نساء الصعيد. ورغم أن المسلسل بطولة اثنين من كبار الممثلين في مصر، إلا أنّ سامي لم يعتنِ (هو كاتب السيناريو أيضاً)، إلا بزيادة عدد مشاهد زوجته التي لا تمتلك الموهبة. وفي مسلسل آخر وإخفاق جديد، انساق يوسف الشريف، الذي كان لسنوات أحد أهم نجوم رمضان، لنزوة زوجته، إنجي علاء التي قررت أن تصبح مؤلفة وكاتبة سيناريو. هكذا، كتبت مسلسله الأخير «كوفيد 25»، وإذ به عمل ملفّق ومركّب كالقطع غير المتناسقة من الأفلام الأميركية الشعبية. أصبحت البطولة المطلقة والنجومية هدف كثيرات من محدودات الموهبة، ولم لا؟ وقد فعلتها دينا الشربيني، فقدمت عام 2018 «مليكة» من بطولتها، وكثرت الأقاويل حول الدعم غير العادي الذي قدّمه لها حبيبها آنذاك، المغني الشهير عمرو دياب. استمر هذا الدعم في مسلسلي «زي الشمس» و«لعبة النسيان» بعدما أصبحت زوجة عمرو دياب، الذي قيل بأنّه كان يتدخل في كل شيء في العمل! حاولت بعض الممثلات الشابات تقليدها من دون أن يضعن في اعتبارهن أنّ دينا تمتلك الموهبة، وكانت وجهاً مؤثراً في أعمال مثل «المواطن إكس»، و«طرف تالت»، و«غراند أوتيل»، و«أفراح القبة»، و«خلصانة بشياكة». بعض من قمن بتقليدها - وتحديداً ياسمين صبري وريهام حجاج – لم تظهر لديهنّ أي موهبة أو نجومية تؤهلهنّ لبطولة عمل. لكن المفاجأة أنّ كلاً من ياسمين وريهام أصبحتا بطلتين مطلقتين. الطريف أن ياسمين أعلنت مراراً بمنتهى الفخر أنّ الراحل محمود عبد العزيز الذي مثلت أمامه للمرة الأولى في «جبل الحلال» عام 2014 نصحها بالابتعاد عن التمثيل قائلاً لها حرفياً: «ده مش مكانك بتعملي ايه هنا؟». لكنّ الحال انقلبت في 2019 عندما أدّت بطولة «حكايتي». بعد عرض المسلسل بأشهر، انتشرت الأخبار عن علاقتها بأحد رجال الأعمال المصريين سرعان ما تزوجته لتقدم في العام التالي مسلسلاً ثانياً من بطولتها هو «فرصة ثانية» فشل أيضاً في انتظار فرصة ثالثة!أما ريهام حجاج، فمنذ أن بدأت التمثيل عام 2010، ولم تلفت الأنظار، لكن فجأة تزوجت من رجل أعمال شهير آخر، فتحولت إلى بطلة مطلقة لمسلسل بعنوان «كارمن» سقط سقوطاً مدوياً، لحقه مسلسل «لما كنا صغيرين» في رمضان 2020 حقق نجاحاً محدوداً، يرجعه بعضهم إلى الممثلين الكبار الذين شاركوا فيه، كمحمود حميدة وخالد النبوي. وهذا العام، أدّت بطولة مسلسل آخر بعنوان «وكل ما نفترق» مُني بالفشل الذريع. وقبل أيام من نهاية موسم رمضان، قام الزوج المنتج بإقامة احتفال بحصول المسلسل على لقب «الأفضل» هذا العام وحصول ريهام على لقب أفضل ممثلة! على مدار تاريخ الفن، كانت هناك دوماً مجاملات واستغلال للعلاقات. لكن لم يصل الأمر إلى هذه المبالغات. كانت هناك صحافة وإعلام ورأي عام لها احترامها وتأثيرها. ويبدو أن انهيار هذه المنظومة وصعود إعلام السوشال ميديا، شجّعا كثيرين على صنع الأكاذيب وتصديقها، ولكن بالطريقة نفسها، يقوم إعلام السوشال ميديا، عن طريق السخرية، بهدم أكاذيبهم.