أثناء تعافيه من نزيف دماغي هدّد حياته عام 2018، جلس السير أليكس فيرغسون (1941) مع ابنه جيسن وروى ذكرياته. هذه الذكريات كان حريصاً عليها، وخائفاً من فقدانها خلال خضوعه للعملية في الخامس من أيار (مايو) 2018. يبدأ فيلم «السير أليكس فيرغسون: لا يستسلم أبداً» (2021 ــــ أمازون برايم) بامتحان ذكريات، يجيب السير أليكس على جميع أسئلة ابنه المتعلقة بقوة ذاكرته، ولكنه لا يتذكر شيئاً من ذلك اليوم المشؤوم. بطريقة شخصية جداً، يبدأ الوثائقي وتزيد الحميمية مع مرور الدقائق. بطريقة مريحة، يجلس فيرغسون، والكاميرا قريبة جداً من وجهه، يتحدث كأنه يكلم كل واحد منا بمفرده.في غوفان، أحد أحياء مدينة غلاسكو، ولد السير أليكساندر تشابمان فيرغسون، من عائلة من الطبقة العاملة. حدثنا عن علاقته بوالديه، بشقيقه وأيضاً أيام شبابه الذي قاد فيها إضرابات مع العمّال، مشواره كلاعب كرة قدم مع فريق «رينجرز» ثم نجاحه غير المسبوق كمدرب لفريق «أبردين». قرّر إخبار ابنه وإخبارنا عن حياته، مسيرته المهنية كمدرب وبالطبع المغامرة الطويلة التي عاشها لمدة 26 عاماً كمدرب لفريق «مانشستر يونايتد». يكشف لنا «السير» قوة ذاكرته، يتذكر أليكس كل لحظة في مسيرته، وكل كأس وكل هزيمة، وكل لاعب. يعيد بناء مساره كلاعب ناجح، من العدد الكبير من الأهداف التي تم تسجيلها عندما كان يلعب مع الأندية الاسكتلندية، ثم الانتقال إلى إدارة «أبردين» في كأس الكؤوس، وأخيراً إلى انتقاله جنوباً إلى ملعب «أولد ترافورد». تجربة فريدة جعلت منه أسطورة كرة قدم. بعد بضع سنوات من تحضير اللاعبين الشباب في «مانشستر يونايتد»، قلب النادي رأساً على عقب، ما أدى إلى أكثر من عقدين من النجاح المستمر تحت قيادته. فاز الفريق بالكثير من الألقاب، بما في ذلك الدوري الإنكليزي الممتاز مرات عدة، وخمسة ألقاب في كأس الاتحاد الإنكليزي، ولقبين في دوري أبطال أوروبا.
صنع جيسن فيرغسون وثائقياً بطريقة هوليوودية

لقد فاز السير بألقاب أكثر من أي مدرب آخر في تاريخ كرة القدم. يعرض الفيلم مواد أرشيفية ومقابلات مع زوجته كاثي وأطفاله الثلاثة، بالإضافة إلى زملائه السابقين وكبار اللاعبين، بمن في ذلك إريك كانتونا، وراين غيغز، وأرتشي نوكس، وجوردون ستراكان. وثائقي يحتفي بإحدى أعظم شخصيات كرة القدم في كل العصور، ويقدم أيضاً بطريقة شخصية علاقة الأب والابن والعائلة، وبالطبع يكشف الكثير من أسرار القيادة والقوة العقلية والنفسية.
صنع جيسن فيرغسون، نجل السير أليكس، وثائقياً بطريقة هوليوودية، أظهر فيه القوة الخارقة للذاكرة البشرية، أتاح فيه للسير بالتحدث عن أهم لحظات حياته سواء كانت جيدة أو سيئة. بطريقة بطيئة وبصوت خفيف وبيقظة عقلية كبيرة، قدّم السير أليكس قصته المثيرة للفضول. قصة حياة فيها الكثير من الغضب والفرح والعاطفة والحب. ولكن مع كل ذلك، بقي الفيلم ناقصاً. هناك الكثير من الأحداث المهمة التي لم يتطرق إليها الوثائقي، بعض الأسئلة الأكثر إثارةً ظلت بدون إجابة. ما يغفر للفيلم أنّه يقدم مدرب الشياطين الحمر بطريقة لم نعرفها من قبل، لكننا أردنا المزيد. فيلم لعشاق كرة القدم وطبعاً لعشاق «مانشستر يونايتد» والسير اليكس. وثائقي ممتع بلا شك، فيه الكثير من اللحظات العاطفية، ولكنه ينتهي عندما نبدأ بتحضير أنفسنا لمشاهدته.

Sir Alex Ferguson: Never Give in على Amazon Prime