اشترت «أمازون استديو» «مترو غولدوين ماير» بأكثر من ثمانية مليارات دولار، والآن تمتلك حقوق عرض العديد من كلاسيكيات السينما. بالنسبة إلى كثيرين، الصفقة هي كاستحواذ عدائي ومع عواقب غير متوقعة. ولكن بالنظر إلى تفاصيل الصفقة، نجدها خاسرة لـ«أمازون» بعض الشيء. على الرغم من أنها أنتجت الكثير من التحف السينمائية الكلاسيكية، إلا أنّ «مترو غولدوين ماير» شركة مفلسة، وتناوب على شرائها منذ الخمسينيات الكثير من المستثمرين. بعد ذلك في الثمانينيات، اشترتها شركة «تورنر». وبعد ذلك استحوذت «وارنر براذرز» عليها، لذلك هي تملك الحق الحصري في عرض كل الأفلام منذ سنة 1999. لذلك، فصفقة البيع كانت رخيصة نسبياً بالمقارنة مع الصفقات السينمائية التي حدثت في السنوات الأخيرة. ولكن «أمازون» وضعت رهانها على سلاسل الأفلام التي لا تزال الشركة تمتلكها، منها سلسلة أفلام «روكي»، «روروكوب»، والأهم سلسلة أفلام «جيمس بوند». ولكن حتى الأخير ليس بيد «مترو غولدوين ماير» بالكامل.بموجب اتفاقية موقّعة بين المنتج ألبرت بروكولي وشركة «مترو غولدوين ماير»، يحق للأخيرة تمويل وتوزيع جميع أفلام جيمس بوند. وتقسم عائدات الأفلام بينها وبين شركة «إيون بروداكشن»، التي لا تزال بيد وارثي ألبرت بروكولي، باربارا بروكولي ومايكل جي ويلسون. وهم لهم الكلمة الأخيرة في كل شيء بدءاً من خطط تسويق الفيلم وتوزيعه وحتى من سيخلف الممثل دانيال غريغ في دور جيمس بوند الذي سيودع الشخصية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل بعدما جسّدها على مدى خمسة أفلام، آخرها الفيلم المنتظر هذه السنة «لا وقت للموت».
ترى «أمازون» أنه يجب على أفلام العميل السري أن تتخلّى عن الواقعية


لذلك، ليس بيد «أمازون» أي شيء اليوم، إنما لديها خطط قد بدأت بتسويقها بالفعل لمستقبل السلسلة. ترى «أمازون» أنه يجب على أفلام العميل السري الأكثر شهرة في السينما أن تتخلّى عن الواقعية نوعاً ما، وتراهن على الخيال العلمي. كما ينبغي أن تعتمد نهج زيادة عدد أفلام بوند (معدل أفلام بوند تقريباً منذ سنة 1962 هو فيلم كل سنتين)، وأن تتحول السلسلة إلى شيء أكبر من العميل نفسه، وتكون على غرار أفلام «مارڤل» و«دي. سي»، والشخصيات الثانوية في أفلام بوند يمكن أن يكون لديها أفلام خاصة بها. هذا يعني إنشاء «عالم بوند».
تفكّر «أمازون» في مصلحتها، لكنها أولاً لا تمتلك لغاية الآن الكلمة الأخيرة في سلسلة أفلام بوند. والأهم أنّها لا تعرف رأي الجمهور ولا عشاق بوند.
إذا انحازت «أمازون» إلى هذا الاختيار، فسوف تظهر مشاكل كثيرة مع المزيد والمزيد من الأفلام. أولاً، لا يمكن صناعة فيلم جيمس بوند من دون 007 نفسه! ولا يمكن للعميل أن ينقذ الكرة الأرضية مرة أو مرتين كل سنة. محور السلسلة هو بوند نفسه لا الشخصيات الثانوية، وبوند لا يمكن أن يكون في الفضاء أو فيلم خيال علمي (نتذكر فشل فيلم «مونرايكر» (1979) مع روجر مون). والأهم من كل ذلك، لا يمكن أن يبتعد جيمس بوند عن الشاشة الكبيرة. مكانه هناك، والشاشة الكبيرة لها فضل كبير على بوند نفسه، وكتّاب الفيلم ومؤلف الشخصية الرئيسية. في النهاية، «أمازون» خاسرة في صفقتها لغاية الآن. لكن لا نعلم ماذا سوف يحصل في السنوات المقبلة. حتى ذلك الحين، لنتحضّر لمشاهدة بوند على الشاشة الكبيرة مرة جديدة هذه السنة.