بغداد | رغم المرارة والخيبة التي نتجرعها يومياً في العراق، إلا أنّ صورة الانتخابات النيابيّة التي انطلقت الأحد الماضي، بدت أكثر تطوّراً من سابقاتها. تنافس قويّ وطرح لبرامج، يسبقه شعور عام لدى المجتمع بأهمية التغيير والتصويت لصالح أسماء جديدة. هذا الشعور رفع نسبة التصويت مقارنة بانتخابات المحافظات العام الماضي، إذ يتوقّع أن يبلغ عدد المقترعين أكثر من 60% مع اختتام الاقتراع اليوم. هذه الحركة الناشطة، لم تستثنِ مثقفي العراق الذين دخلوا في لجّة التنافس الانتخابي. حواراتهم وتعليقاتهم السياسية تملأ فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الترويج لقوائم يغلب عليها الطابع المدني الليبرالي. قد لا يبدو انخراط المثقف في النقاش أمراً مستغرباً، لكن بعضهم تخطى ذلك ليخوض فعلياً العمل السياسي. بعض المثقفين رشّحوا أنفسهم، انطلاقاً من إيمانهم بحاجة الواقع العراقي ومشهده السياسي إلى المثقف «العضوي» الذي يعدّ حضوره «اشتغالاً جديداً يغني رؤى وسياسات الدولة لإعادة إنتاجها وطنيّاً ومدنيّاً، بعد عقد من غيابها»، كما يقول الباحث حسين درويش العادلي المرشح ضمن قائمة «التحالف المدنيّ الديمقراطي».

يتحدّث العادلي عن الصعوبات التي يواجهها «المثقف» المرشح، بفعل «الاستثمار المريع للرافعات الطائفية والإثنية والعشائرية وحتى المناطقية»، لكنّه يثق بأن السياسي المثقف «سيخترق بناءات السلطة اختراقاً نوعيّاً».
ازدياد ترشّح الفنانين والشعراء والأدباء للاستحاق النيابي الذي ينتهي اليوم


نسبة المثقفين المرشحين للانتخابات ارتفعت بشكل واسع، لتضم شعراء كنبيل ياسين، وكريم شغيدل، ومروان عادل حمزة، والروائيين عالية طالب وطه الشبيب، والفنانين مكي عواد وجبار المشهداني، والمخرجين التلفزيونيين عباس علي باهض وعبدالصاحب الحسناوي، والتشكيلي جواد الزيدي، والباحثين علي النشمي ويحيى الكبيسي وعبد جاسم الساعدي وخيال محمد الجواهري، إلى جانب ترشّح أسماء أخرى من الموجودين في البرلمان الحالي، كالمفكر حسن العلوي (الصورة) والشاعرين علي الشلاه ومؤيد الطيب. يجد متابعون للشأن الانتخابي أنّ «المثقفين لا يتمتعون بشعبيّة واسعة في الشارع العراقي تخوّلهم لدخول البرلمان». يعترف أكثر من مثقف مرشح سرّاً أنّه يعتمد على قائمة من الأصدقاء والأقرباء وحتّى الانتماءات العشائريّة ممّن يعول عليها في التصويت له، ثمّ تأتي لاحقاً إمكانية كسب مزيد من الأصوات من الوسط الثقافي.