بُعيد انتشار مقاطع مسرّبة من حلقة «المشهد اللبناني» (الحرة)، على المنصات الاجتماعية، وتعمّد السعودية تصعيد الموقف حيال لبنان، بذريعة أنّ ما قاله وزير الخارجية المستقيل شربل وهبة بحق المملكة يندرج ضمن إهانتها، سرعان ما تحركت جوقة من الفنانين والمغنّين والإعلاميين اللبنانيين لطلب العفو من السعودية، وللتنصل من كلام وهبة المسيء إلى المملكة. هكذا وبصورة قد تكون غير مسبوقة، تسابق هؤلاء على التغريد وطلب السماح، والتغني بالسعودية، وكان المحور هذه المرة رئيس «الهيئة للترفيه» في السعودية تركي آل الشيخ، الذي بدا في هذه المشهدية، وسط هؤلاء المتزلّفين، كأنهم يخاطبهم بالقول: «أنا ربّكم الأعلى». إذ كان واضحاً بأن يتحول هؤلاء إلى مجرّد جنود كأنهم يتحلقون من حوله، ويعمدون إلى تسميته أو ذكر حسابه على تويتر (mention)، ليرى بدوره كيفية تأدية فروض الطاعة. نانسي عجرم، نجوى كرم، فارس كرم، راغب علامة، مايا دياب، سيرين عبد النور، نوال الزغبي، نيشان ديرهاروتيونيان، أنابيلا هلال وغيرهم كثيرون، انضموا أول من أمس، إلى جوقة طالبي الغفران من «مملكة الخير» بعدما تجاهل جلّهم نشر ولو تغريدة واحدة تضامناً مع فلسطين وأهلها.
معظم هؤلاء تجاهلوا نشر تغريدة تضامنية واحدة وواضحة مع فلسطين

هكذا تداعى هؤلاء، وراحوا يتغنون بما تقدمه دول الخليج من أمان واستقرار لمواطنيها وللمغتربين اللبنانيين مقابل سياسات الإفقار التي تعمّ لبنان، وتسابقوا على كيفية التعبير عن هذا التزلّف، مرة عبر نشر العلمين السعودي واللبناني كما فعلت سيرين عبد النور، ومرة أخرى عبر إعادة نشر أغنية تمتدح المملكة، على غرار تغريدة نجوى كرم، التي أعادت نشر أغنية «الله ياخد بيدك يا سعودية»، ولم تنس بأن تتوجه إلى آل الشيخ قائلةً له: «اللي بيفكّر متل حضرتك بتكون إنسانيّتو مبنيّة على صخر مش على رمل». ومعلوم أن أغلب هؤلاء تربطهم مصالح مباشرة مع السعودية، سيّما بعد فتحها خط «الترفيه» وتنفيذ خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتشريع الأبواب أمام الحفلات والإفادة من «خيرات» المملكة، إضافة إلى التعاون الدرامي في ما خصّ استخدام منصات سعودية للعروض الدرامية. لذا لم يكن مفاجئاً دخول المنتج صادق الصبّاح إلى جوقة المطبّلين، عدا طبعاً، أنّ هذه الوجوه اللبنانية، موجودة بأغلبها في الإمارات، إما لتصوير أعمال درامية، أو للسياحة أو لأخذ اللقاح. ويندرج ذلك في سياق حضور أكثر للإمارات عبر وجوه مؤثّرة، بعد إبرامها صفقات التطبيع مع كيان الاحتلال، والحاجة بالطبع إلى رافعة لبنانية وفنية بالتحديد، تبيّض صفحتها السوداء.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا