يطرح قضايا الاغتصاب والتعنيف والتحرش، واستغلال أجساد النساء
هكذا، رسمت الشخصيات بشكل متقن، مع أزيائها وتسريحات شعرها، ليُخصص مع بداية كل حلقة، جزء ينقل لنا ماضي الفتاتين ومكوثهما في الشوارع وتعايشهما مع الجوع والخوف والبرد وأيضاً الحب، مع ظهور «عمر» (باسم مغنية) الذي يتحول من فتى شارع إلى مساند للمرأتين في مكائدهما، مع فارق أنه متيّم بـ«ريم» وهذا الأمر بالتأكيد سيضعه في مواجهة الأخيرة ومساندة «سحر» ضدها. ستتزوج الأخيرة (زيفاً) من شقيق «هادي»، باسل (خالد القيش)، ويعيش الجميع تحت سقف واحد. لكي تُبقي الكاتبة مساحة من التوازن والتخفيف من مظلومية «هادي»، في مقابل استغلال كل من«ريم» و «سحر» له، تتظهّر في الحلقات بأن «هادي» ليس رجل أعمال مخلصاً لزوجته فقط، بل يمتلك ما يشبه العصابة التي تتحرك للخطف والتهديد إن دعا الأمر. ومن عالم فاحش بالثراء، إلى حيّ شعبي منكوب، يأخذنا العمل الدرامي، إلى المكان الذي كانت «سحر» تقطن فيه، وأيضاً مربيتها في الميتم (رندا كعدي). في هذا الحيّ، يعاد تجسيد الواقع الاقتصادي المعاش، مع بروز الممثل القدير أحمد الزين، بدور «عبدالله» بائع الخُضر والرجل الطيب الذي يساعد أهل الحيّ ويعينهم في الأزمة، وأيضاً أبو محمود (علي الزين) الذي يعيش على ماكينة الأوكسيجين. ولدى علمه بأن ابنه «محمود» سرق سيارة فخمة ليشتري له ماكينة جديدة بدل تلك المعطّلة، ينزع قناع الأوكسيجين عن وجهه ويقرر الموت. هذه المآسي ينقلها لنا المسلسل، ويأخذنا في الحيّ عينه إلى منزل شقيق «سحر»، «أمين» (فادي أبي سمرا) وزوجته «سارية» (كارول عبود)، اللذين يلعبان دور عائلة انتهازية، تسعى وراء المال، حتى لو كان الثمن «بيع» الفتاة التي قاما بتربيتها إلى رجل ثري متقدّم في السن. وبين عالمَي الفقر والغنى، زوايا أخرى، يضيء عليها المسلسل، وتتعلق بحياة البغاء واستغلال النساء ودفعهن الثمن باهظاً في حال قررن التمرد (حالة فيفيان أنطونيوس المسجونة بعدما شوّهت وجهها كي لا تعود للبغاء). هذه المشهدية تجسدها ببراعة روزي الخولي (ايفون) التي تلعب دور القوادة.
«للموت» مسلسل دسم، يعجّ بالأحداث والتقاطعات، لكن بالطبع يرسو بشكل أكبر على قضايا الاغتصاب والتعنيف والتحرش، واستغلال أجساد النساء، ويضيء بشكل أعمق على التركيبة النفسية للنساء بعد تعرّضهن لحوادث مشابهة، وسلوكياتهن في محيطهن سيّما مع الرجال، ويطرح قضايا أخرى تتعلق بالطبقية ونتائج التشرّد والفقر القاسية، واستخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق الانتقام من كل هذا الواقع الصعب.
«للموت»: 22:30 على mtv
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا