يمكننا القول إنّها النسخة الأفريقية من «مهرجان الربيع». أصوات وإيقاعات ورقصات أفريقية تخيّم على «مسرح دوّار الشمس» انطلاقاً من 28 نيسان (أبريل). الحدث الذي تنظّمه «مؤسسة المورد الثقافي» (مصر) وجمعية «شمس» (لبنان) كل عامين، تدخل نسخته المصرية عامها السادس بالتزامن مع فعاليات الدورة اللبنانية الرابعة. لكن ما يعزّز التنوّع هذه السنة، هو فعاليات Red Zone النرويجي. على هامش المهرجان، سنشاهد معارض وأمسيات شعرية وعروضاً مسرحية، إلى جانب الموسيقى التي تنبض بالثقافات والتوجهات والتجارب العالمية.
في «دوار الشمس»، سنتعرّف إلى التجارب الجديدة والقديمة في «مهرجان الربيع» الذي سيمدّ جسوراً مع الخارج يجمعها صوت واحد: الفن. الفن سيقول كل شيء أمام التحوّلات التي يشهدها العالم والجهة العربية منه. وفيما شهدت الدورات الماضية مشاركات من أوروبا وآسيا وأفريقيا، تتركّز عروض هذه السنة على الطابع الأفريقي، وخصوصاً مع توجيه تحية لنيلسون مانديلا (1918 ـ 2013) في القاهرة.
هذا الربيع الأفريقي ستفتتحه المغنية الجنوب أفريقية ميس ليرا مع الإيقاعات الأفريقية والجاز والسول والفانك (28/4 ـــ س 20:30). الفنانة الشابة التي تأثرت بأهم الوجوه النسائية السمراء كميريام ماكيبا، ونينا سيمون وآريثا فرانكلين، حازت جائزة «أفضل مغنية» وجائزة «ألبوم السنة» ضمن جوائز الموسيقى الجنوب أفريقية عن ألبومها Soul In Mind (2008)، وفي حفلتها المرتقبة، سنستمع إلى أغنيات من ألبوماتها الأربعة.
من جنوب أفريقيا أيضاً، سنشاهد عرض «الوجبة» للكوريغراف ماميلا نيامزا (1/5 _ س 20:30) الذي يغوص في الطبخ والطعام والفن والحب. تعدّ نيامزا واحدة من أهم مصممي الرقص الشباب في جنوب أفريقيا. من خلال الباليه والرقص الأفريقي المعاصر، تعمل على إظهار المواضيع الاجتماعية كدور المرأة في المجتمع الأفريقي، وعلاقتها بمختلف الأعراق. المغني وعازف الغيتار أوليفر متوكوتزي الآتي من زيمبابوي، يحيي مع فرقته حفلة موسيقية (15/5 _ س 20:30) أيضاً. بصوته العميق والخشن، سنكون على موعد مع أحد آباء الأغنية في زيمبابوي الذي يتناول الحياة اليومية ونضالات شعبه. توكو كما بات يعرف بين جمهوره، يمزج مختلف التقاليد الموسيقية والثقافية لجنوب أفريقيا من خلال الغيتار والإيقاعات والبيانو. المحطّة التالية في جزر القمر، مع المغنية نوال (16/5 _ س 20:30). منذ انطلاقة مشوارها الفني في الثمانينيات، تميّزت أغنياتها وموسيقاها بالطابع الصوفي، التي تمزجها بالموسيقى التقليدية في جزر القمر وإيقاعات الريغي والسالسا والفيوجن والفارسية، في تقاطع بين التوجه المعاصر والتقليدي الأصيل. على الإيقاعات الأفريقية، سيرقص شبان وشابات من «أفريكانام» (22/5 ـــ س 20:30). فرقة الرقص السينغالية التي تأسست عام 2008، لا تزال تولي اهتماماً لتقاليد الرقص الأفريقي، من دون أن يمنعها ذلك من الانخراط في أنماط أخرى كالهيب هوب والفنون القتالية.
تقدّم المغربية لطيفة أحرار
عرضها «كفر ناعوم... أوتو ــ صراط» الذي أثار غضب الأصوليين قبل سنوات

هكذا، توظّف الفرقة مهاراتها في الرقص، والروح الأفريقية الحية، لتعيدنا إلى أسلوب راقص فطري وجميل. عودة إلى جنوب أفريقيا، مع المغنية زكي إبراهيم (24/5_ س 20:30). حفلة مميزة تحييها المغنية السمراء على إيقاعات البلوز والجاز و الـ R&B. بعد هذه الأمسية، سنستمع إلى عزيز سحماوي (26/5 _ 20:30). انطلق الفنان المغربي مع «أوركسترا برباس الوطنية» في أواخر الثمانينيات، التي أغنت تجربته الموسيقية. يحرص سحماوي على المحافظة على الإيقاعات التقليدية لشمال أفريقيا، مع الإيقاعات الشرقية وموسيقى الجاز والروك.
أما الدورة الثانية من المهرجان النرويجي «رد زون» (تنظيم KKV of Norway) الذي يستضيفه «مهرجان الربيع» هذه السنة، فيحمل شعار «حرروا الفنون» ويتنوّع أكثر من حيث التجارب، والبلدان. معارض تجهيزية وفوتوغرافية، وموسيقية وشعرية من مصر والنرويج والعراق والمغرب وتونس وإيران. هكذا، نشاهد معرضاً للفوتوغرافية المصرية هبة خليفة، الذي يتضمن تشكيلات من صور فوتوغرافية ويتنقل بين الأمكنة والأزمنة، من معركة «كوبري قصر النيل» (28 يناير 2011) إلى زيارة العائلة المقدسة إلى مصر، ومن صور المتظاهرين إلى العصر الفرعوني (يفتتح في 1/5). معرض آخر للمصري هاني راشد يعيدنا إلى ميدان التحرير في بداية الثورة، عبر تجهيز متعدد الوسائط إلى جانب بعض نماذج الغرافيتي (1/5). من الفنون البصرية إلى الموسيقى والشعر في سهرة «العالم بيقول» (2/5 ـ س:20:30) التي تجمع الراس من لبنان والفرعي من الأردن، والمصري علي طالباب والتونسي غازي فريني. المسرح حاضر أيضاً من خلال «كفر ناعوم... أوتو ـــــ صراط»، للمغربية لطيفة أحرار (4/5 ـ س:20:30)، و«نقاط الألم» للنروجية كيت بيندري (4/5 _ س 20:30). في عرضها المونودرامي الذي أثار غضب الأصوليين في المغرب حين قدّمته قبل 4 سنوات (الأخبار ــ ٢٢ ك1/ ديسمبر ٢٠١٠)، تستكشف لطيفة خصوصية المرأة في المجتمع العربي تحديداً، فيما اقتبسته عن ديوان «رصيف القيامة» للشاعر ياسين عدنان. أما كيت بندري، فتعود في عرضها إلى أحداث العمل الإرهابي في النرويج عام 2011. من مصر وتونس والعراق، سيحيي كل من الزميل مايكل عادل، ومحمد اللغافي ووليد الكبيسي أمسية شعرية (8/5 _ س 20:30) تعزّز التلاقي بين وجهات النظر والرؤى المختلفة. حفلة مميزة مع الموسيقى والإيقاعات الفارسية، تحييها الإيرانية ماهسا فاهدات التي اشتهرت بالغناء برفقة شقيقتها مرجان فاهدات وبعملها مع أشهر الموسيقيين الإيرانيين كأحمد بيزمان. إلى جانب العزف على آلتها التقليدية السيتار ستغني من ريبرتوار التراث الفارسي (10/5 _ 20:30). هذا النبض الشاب، يحييه أحد الأصوات البديلة في تونس، الشابة بديعة بوحريزي مع تقديمها لقصائد معاصرة وتقليدية على موسيقى الروك والريغي والإيقاعات الأفريقية (17/5 _ 20:30).

■ للاطلاع على برنامج المهرجان وحفلاته أنقر هنا





«مهرجان الربيع»: 28 نيسان (أبريل) حتى 26 أيار (مايو) ـــ مسرح «دوار الشمس» (الطيونة _ بيروت) و STATION (الأشرفية_ بيروت). للاستعلام: 01/381290