بعد خمسة أعوام على رحيل الفيلسوف والناقد الإيطالي أومبرتو إيكو (1932 ــ 2016/ الصورة)، توصّلت عائلته (ترك زوجة وابناً وابنة) إلى اتفاق مع وزارة الثقافة الإيطالية يتم بموجبه استملاك مكتبته الشخصية وأرشيفه لمصلحة الدولة لضمان الحفاظ على تراث رائع من حوالى 50 ألف مجلّد من الكتب الحديثة والقديمة، وتوفيره بحرفية للطلاب والباحثين والمؤرّخين. بموجب الاتفاق، سيُمنح الأرشيف على سبيل الإعارة لمدة 90 عاماً إلى ألما ماتر (جامعة بولونيا)، حيث درّس إيكو معظم حياته. والاستثناء سيكون موسوعة قديمة من 1200 مجلّد نادر لكتب السحر والعلوم السرية جمعها إيكو عبر الأيام وكان لا يسمح لأحد بالاطلاع عليها إلا نادراً، وهذه ستعار إلى مكتبة بريدينسي الوطنية في ميلانو، المدينة التي ظلّت غرامه وكانت مسرح روايته الشهيرة «بندول فوكو» (1989) وبثّ فيها أفكاره حول نظريّة السيمائيات. اشتهر إيكو في العالم بروايته الأولى «اسم الوردة» (1980) التي تُرجمت إلى أكثر من 40 لغة، وباع أكثر من 50 مليون نسخة. الرواية التي أدفأت قلوب محبي الكتب، مستوحاة من أجواء مكتبة دير ساكرا دي ميشيل الذي بُني في القرن العاشر، واستحالت فيلماً من بطولة شون كونري في عام 1986، قبل أن يعاد تقديمها حديثاً كمسلسل بتعاون إيطالي مع الاتحاد الأوروبي.
وُلد إيكو في مدينة ألساندريا في إقليم بييمونتي، وقد حاول والده دفعه لأن يصبح محامياً، غير أنّه انتسب إلى جامعة تورينو لدراسة فلسفة القرون الوسطى والأدب، ليحصل عام 1954 على دكتوراه الفلسفة عن أطروحة عن القديس توما الإيكويني. ورغم مساهماته الثقافية والنقدية العديدة، فإنّه يُعرف أكثر برواياته، مع أنّه وصف نفسه دائماً بأنّه «فيلسوف يكتب الروايات فقط في نهاية الأسبوع والعطلات».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا