رامي كوسا *
ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺳﻜّﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻗﻠﻤﻮﺍ ﻣﻊ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ. ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻙ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺷﺮﻳﻜﺎً ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎً ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟسوريين ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻜّﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﻭﺍﻗﻌﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، رﻏﻢ ﻗﺴﻮﺗﻪ، والإفادة ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺯﺍته ﻟﺠﻬﺔ ﺧﻠﻖ ﺣﺮﺍﻙ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻧﻮﻋﻲ ﻛﺎﻥ ﺷﺒﻪ ﻣﻐﻴّﺐ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ.

ﻋﺎﻡ 2008، ﺳُﻤّﻴﺖ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﺎﺻﻤﺔً ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ. ﺷﻬﺪﺕ ﺳﻮﺭيا ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﻓﻨﻴّﺎً ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕٍ. ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺻﻮﺍﺕ المفكّرين ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻨﺎﺩﻳﺔً ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺑﻐﻴﺔ ﺟﻌﻠﻪ أﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻣﻌﻤﻮﻻً ﺑﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﻨﻮﻳّﺔ. ﻟﻢ ﺗﺤﺼﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ يومها ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﺍﻫﺎ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻭﻣﺆﻳّﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ. الحكومات ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ المتعاقبة ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮّﺓ، ﺃﺑﺴﻂ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜّﻠﺔ في تأمين ﻣﻨﺎﺑﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪّ ﺍﻷﺩﻧﻰ، ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻋﺒﺎﺕٍ ﻣﻜﺎﻧﻴّﺔٍ ﺗﺆﻣّﻦ ﻟﻬﺎ ﺷﺮﻁَ ﻋﺮﺽٍ ﻻﺋﻖٍ ﻓﻨﻴّﺎً ﻭﺃﺧﻼﻗﻴّﺎً.
ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺪﻋﻮﺍﺕ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
حاضرة ﺃﻗﺪﻡ ﺃﺑﺠﺪﻳّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻻ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﻭﺩﺍﺭﻱ ﺳﻴﻨﻤﺎ، ﺻﺎﺭت ﻭﺍﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ أخيراً. ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ «ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺳﻴﺘﻲ» ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ. ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺧﻠﻒ ﺗﻘﺎﻋﺲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ، ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠّﺒﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻟﺘﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ: ميزانية ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺟﺪﺍً وفق ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ 4-1 % ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺑﺨﺴﺎً ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻟﻜﻨّﻪ ﻳﻔﻘﺪ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻛﺤﺠّﺔ ﻭﺗﺒﺮﻳﺮ ﺣﻴﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧّﻪ ﻳمثّل ﻋﺮﻓﺎً ﻋﺎﻟﻤﻴّﺎً ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ. وﻋﻠﻴﻪ، ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺟﺎﺭﻳﺎً، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔٍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴّﺔ ﻭﻋﻘﻼﻧﻴّﺔ ﻟﺴﺆﺍﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺇﻳّﺎﻩ . ﻻ ﺷﻚّ في ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔَ الدائرة ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ مدينة ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ، ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻃﻨﻴﻬﺎ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻣﻌﻴﺸﻴّﺔً ﻗﺎﺳﻴﺔً ﺃﺿﻨﺖ ﺣﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻻ ﺷﻚّ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﻲ ﺃﻥّ ﺳﻠﺒﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻰ. ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚَ ﺍﻧﻀﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾِ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺨﺠﻮﻟﺔ، ﻟﻴﺲ ﺃﻗﻠﻬﺎ ﻧﻔﺾ ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻟﺮﻛﻮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺗﻪ ﻣﻨﺬُ ﻋﻘﺪ. ﻳُﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻋﻬﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ، ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ، ﺗﻄﻮّﺭﺍً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻳُﺮﺟﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺮﺽُ ﺭﻗﺎﺑﺔً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻱّ ﻧﺸﺎﻁ ﺃﻭ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﺿﻤﻦ ﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ. الأمسيات ﺍﻟﺸﻌﺮﻳّﺔ ﻭﻣﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲّ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺡ ﺍﻟﺠﻮﺍﻟﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ، ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ، ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻭﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺗُﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻬﻤﺎً ﻭﺷﺒﻬﺎﺕ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔً ﻟﻠﻘﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﻧﻲ. ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺗﺒﺪﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴّﺔ. لا ﻳﻜﺎﺩُ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻧﻬﺎﺭ من ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓً ﺃﻭ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﺃﻭ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓً ﺛﻘﺎﻓﻴّﺔً ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺍﺻﻄﻼﺣﺎً ﺑــ «ﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻟﻴّﺔ». ﺫﻟﻚ ﺃﻧّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻐﺮﻕ ﻟﻺﻋﻼﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻗﺪ ﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺷﻌﺐٍ ﺃﻧﻬﻜﺘﻪ ﺟﺮﺍﺡُ ﺍﻷﺯﻣﺔ. ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺪﻋﻮﺍﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﺪﺩ ﻟﻴﺲ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻊ ﺃﻣﺴﻴﺎﺕ «ﺷﻌﺮ ﻭﺧﻤﺮ» ﻟﻤﻨﻈّﻤﻬﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻛﻨﻌﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻞَ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﺍلاﺳﻢ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﺭﺍﺕ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭ ﻋﺘﻴﻖ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﺑﺬﻟﻚ، شكّل ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺍلانطلاق ﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ «ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺻﺤﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ» (ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺍﻷﺯﺭﻭﻧﻲ)، ﻭﻣﻠﺘﻘﻰ «ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ» (عمر الشيخ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻡ في ﺃﺣﺪ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺑﺎﺏ ﺷﺮﻗﻲ، ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺴﺮﺣﻴّﺔ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎن ﻛﻔﺎﺡ ﺍﻟﺨﻮﺹ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺮّﻳﺠﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ أحد ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺑﺎﺏ ﺗﻮﻣﺎ، وصولاً إلى صنف محبّب ﻣﻦ ﻣﺴﺮﺡ ﻭﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ اشتغلت ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﻧﻐﻢ ﻧﺎﻋﺴﺔ، ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ «ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻣﻀﺔ». صار الأخير ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻨّﻰ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ المصادفة. ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳّﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪﻭﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﺯﻣﺔ سعوا ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ. ﻭﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺽ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ما ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ قطرة ﻓﻦ.
* سيناريست سوري




مبادرات شبابية

مع اشتداد الأزمة السورية، وتقطّع سبل العيش وضيق فسحة الأمل، قرّرت الممثلة الشابة نغم ناعسة إطلاق «مشروع ومضة» بالتعاون مع الموسيقي آري سرحان (الأخبار 17/9/2013) العام الماضي. يقوم المشروع على تقديم أغنيات وطنية سورية معروفة في الساحات والأسواق العامة وشوارع دمشق. وحين ينزل الفنانون الشباب لأداء الأغنيات، توثّق ناعسة ردات فعل المارة العفوية بكاميرا فيديو. جابت الفرقة شوارع كثيرة في الصالحية، وفي الشام القديمة كما طرحت هذه العروض على يوتيوب. في مقابلة سابقة مع «الأخبار»، قالت نغم ناعسة إنها تنوي تقديم لوحات راقصة في «أزقة الشام القديمة ومصاعد المستشفيات وحافلات النقل العام وأماكن غير متوقعة»، مشيرة إلى أنّ «العمل يقدَّم من دون دعم مالي أو إعلامي».