أخي خالد،بعد التلفون الصباحي المقتضَب الذي ربما فاجأك وأنت في حالة من التجلي، أعادها الله عليك كل صباح ومساء، أكتب لك أولى رسائلي بعد انقطاع. لا شك أن وضعي الآن، بعد أن حوّلت ألف دولار إلى الأهل، أفضل بكثير من الشيخ الأنيق الذي سوف تتأمل صورته بعد أو قبل الانتهاء من القصة ومراثي الدادائيين. إذا كان عندك اقتراح آخر بخصوص العنوان، فإني على الرحب والسعة. كذلك أشكر لك استعدادك الجميل في طبع المادة على الآلة الإلكترونية. كل مرة عندما أحاول الكتابة أتجنّى قليلاً إما على اللغة وإما على الفكرة، في المرة القادمة، سوف أتجنّى فقط على نفسي. لقد أصبحت الآن متأكّداً، بشكل قاطع، بأن الكتابة الجيدة هي فقط تلك التي تأتي من الداخل، من الداخل دوماً، من الأفضل أن تكون من عمق الداخل، من اللاوعي، لأن عكس هذا المنحى من الكتابة هو التسطيح والإطناب، أي الخواء الظاهري، (...) إلخ. ربما سوف أتحفك بقصة أحسن من هذه وأتمنى أن تتحفني بشيء حسن، وإلى اللقاء،
أخوك حسين، مونستر 22/4/1993
أرسِل لي عدد الستينيات الخاص وسوف أسدّد ثمنه في أقرب فرصة!

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا