ساعتان طويلتان من اللامبالاة السردية والتزييف العاطفي والقبح البصري والتفوق الأخلاقي. فيلم فارغ بلا معنى ولا جدوى، بل بائس ويائس. هل ذكرنا أنّه ممل؟ أمام شاشة تعرض هذا الفيلم، لا حياد، ولا موضوعية ولا سرد لتفاصيل جميلة لم توجد أصلاً. نحاول دوماً البحث عن اللحظات الجيدة في الفيلم السيئ، لكن «الحفلة الراقصة» (2020 ـــ إخراج ريان مورفي) جعل هذه المهمة مستحيلة. هناك غباء في نقل مسرحيات برودواي إلى لغة هوليوود. فرق شاسع بين الاثنين، والاقتباس قد يكون مستحيلاً. «الحفلة الراقصة» قصة حقيقية، نقلت مع بعض اللمعان والموسيقى إلى مسارح برودواي، لتصبح اليوم فيلماً انطلق عرضه على نتفليكس. شريط مفرط في طبيعته وموسيقاه ومدته. متعال في خطابه وقيمة رسالته الإيجابية. عمل طموح للغاية، معلّب بشخصيات أحادية البعد. يتظاهر بأنه ذو قيمة فنية وجمالية عالية، ولكنه في الواقع رديء يُشعرك بالغثيان لفرط كمية البهجة المدّعاة داخله. بهجة يفترض أنّ هدفها إسعاد المشاهد، لكنه يتماشى مع احتياجات السياق الاجتماعي، وكذلك روح موسم الأعياد. في أقلّ من خمس دقائق، يخبرنا المخرج ريان مورفي بالقصّة كلها مع النهاية: مجموعة من الممثلين المسرحيين النرجسيين، قرّروا السفر إلى انديانا لدعم طالبة مثليّة مُنعت من حضور «الحفلة الراقصة» مع حبيبتها.فيلم متعالٍ وانتهازي، يركّز كل طاقته على مهاجمة حواسنا من خلال فائض بشع من الألوان الفاقعة والأزياء المبتذلة، وكاميرا تتحرك في جميع الاتجاهات. تتجلى الفظاظة بشكل خاص في المشاهد الراقصة والموسيقى التي هي أساس هذا النوع من الأفلام.
فائض بشع من الألوان الفاقعة والأزياء المبتذلة

إلّا أنّ مورفي لا يفهم ما الذي يجذب الناس إلى الفيلم الموسيقي. في العديد من المشاهد الراقصة، لم يكلف نفسه عناء إظهار الأجسام التي تتحرك مع الإيقاع الموسيقي، بدلاً من ذلك يُظهر الفنانين من الكتفين إلى الأعلى، وتسهم في هذا الهراء الأغاني المتواضعة والكلمات الركيكة التي لا تتناسب أبداً مع الموسيقى. ربما اعتقد مورفي أنّ طاقم تمثيل قوياً (ميريل ستريب، نيكول كيدمان...). سيكون كافياً لإخفاء هذا النقص في التألّق، لكن الحقيقة أنّ موهبة التمثيل تضيع إلى حدّ كبير في فيلم كهذا. واضح في الشريط الافتقار إلى الحافز والصدق في معالجة قضايا أساسية لمجتمع الميم. طريقة تقديمه لمشكلة رهاب المثلية مبسّطة للغاية وعامّة، يغفل المشاكل الحقيقية التي لا يزال مجتمع الميم يعاني منها في العديد من الأماكن. لطالما كان مورفي مدافعاً عن هذه الحقوق، ولكن على الرغم من نواياه النبيلة وقلبه النقي، فإن «الحفلة الراقصة» إخفاق تام على مستويات كثيرة.

* The Prom على نتفليكس

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا