من خلال شراكتها الجديدة مع «مهرجان برلين السينمائي الدولي» الذي يعدّ من أهم التظاهرات في العالم، إلى جانب مهرجاني «كان» و«البندقية»، تخوض «جمعية متروبوليس» تجربة مختلفة في مجال تطوير الفن السابع عبر دورة «مواهب بيروت» (تالنتس بيروت)، التي أعلنت عنها أخيراً بالتنسيق مع «معهد غوته» الذي سينظم أيضاً المهرجان الأول للفيلم الألماني في لبنان.
الجمعية التي انطلقت عام 2006 من «مسرح المدينة» بمبادرة من مديرتها هانيا مروة بهدف تقديم ثقافة سينمائية مختلفة للجمهور اللبناني وتشجيع السينما المستقلة أو البديلة، سرعان ما توسعت وانتقلت إلى مقرها الحالي في «أمبير صوفيل» بعد نجاح تجربتها وتهافت الجمهور لحضور المهرجانات التي تنظمها أو تستضيفها كل سنة. ورغم كثرة الصالات السينمائية التي افتتحت أخيراً في بيروت، إلا أنّ «متروبوليس أمبير صوفيل» تتفرد بنوعية الأفلام التي تعرضها وبتنوعها بين الوثائقي والروائي والمحلي والعالمي بخلاف توجه البقية، التجاري البحت.
«مواهب بيروت» هو النسخة العربية من «مواهب البرليناله» إحدى فعاليات «مهرجان برلين» التي تستقطب سنوياً العاملين في مجال الفن السابع حول العالم للمشاركة في ندوات وورشات متخصصة بعد شراكات أخرى عقدها المهرجان كـ «مواهب بيونس آيريس» أو «مواهب طوكيو». بيروت هي سادس مدينة اختارها المهرجان، وأوكل لـ «جمعية متروبوليس» مهمة تنظيم «مواهب بيروت» الذي من شأنه استقطاب وتطوير مواهب من العالم العربي. الاهتمام بهذه الشراكة نابع من الاهتمام المتنامي بالعالم العربي وقراءة متغيراته، في ظل الثورات التي حدثت كما صرح مدير «مهرجان برلين» ديتر كوسليك: «لقد أثبتت الأفلام الآتية من العالم العربي في السنوات الماضية أنها أساسية لفهم هذه المنطقة من العالم». تبرهن على ذلك كثرة الأفلام العربية واللبنانية القصيرة والطويلة التي اختيرت في الفترة الأخيرة لتشارك في «مهرجان برلين» كـ «كأبي ما زال شيوعياً» لأحمد غصين، و«الخروج للنهار» لهالة لطفي، و«عالم ليس لنا» لمهدي فليفل، و«الميدان» لجيهان نجيم، و«سمعان بالضيعة» لسيمون الهبر، وآخرها «مونديال 2010» للزميل روي ديب الذي حاز «جائزة تيدي» لأفضل فيلم قصير ضمن «مهرجان برلين».
بالنسبة إلى هذه الدورة الأولى من «مواهب بيروت» التي تديرها هانيا مروة بالتعاون مع «مهرجان مرسيليا الدولي للأفلام التسجيلية»، اختارت «جمعية متروبوليس» التركيز على ثلاثة محاور: التصوير، المونتاج، والتأليف الموسيقي أو تصميم الشريط الصوتي للأفلام. بناء عليه، ستختار حوالى 15 مشاركاً من العالم العربي للانخراط في ورشات يديرها محترفون في عالم السينما بين 18 و21 أيلول (سبتمبر) 2014 . أما بالنسبة إلى اختيار هذه الاختصاصات من دون سواها، فذلك إيماناً من «متروبوليس» بأهمية تطوير هذه المواهب في العالم العربي. يخبرنا منظم «مواهب بيروت» ربيع خوري بأنّ غالبية المؤسسات الداعمة للسينما في العالم العربي، تنظم ورشات لكتابة السيناريو والإخراج أو إنتاج الأفلام الوثائقية كبرنامج «دوك ميد»، بينما تبقى هذه المواهب مهملة في السينما العربية رغم أهميتها في تطوير السينما المحلية. نرى أيضاً إقبال المخرجين العرب على استقدام مصورين أو مهندسي صوت من الخارج. أما بالنسبة إلى موسيقى الأفلام، فنادراً ما تكون لمؤلفين عرب، وكل ذلك يؤثر سلباً في تجانس العمل السينمائي. في هذا الإطار، فإنّ تطوير هذه الاختصاصات سيمضي بنا قدماً نحو سينما عربية مكتفية ذاتياً ذات هوية مستقلة.
بناء على كل ما سبق، دعت «متروبوليس» مديري التصوير والمؤلفين ومصممي الأشرطة الصوتية أو مؤلفي موسيقى الأفلام من الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وسلطنة عمان والأراضي الفلسطينية وقطر والمملكة السعودية العربية والسودان وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن، إلى إرسال طلبات المشاركة في «مواهب بيروت» عبر موقع talents-beirut.com بين 8 نيسان (أبريل) و23 أيار (مايو).

مونديال 2010 / Mondial 2010 - Trailer from Roy Dib on Vimeo.