في بيروت التي قضى فيها معظم سنوات حياته، رحل أمس الصحافي والناشر السوري رياض نجيب الريس (1937 – 2020) بعد إصابته بفيروس كورونا. وُلد الريس في دمشق سنة 1937، وكان والده قد منحه اسم رياض تيمّناً برياض الصلح، رئيس حكومة الاستقلال الأولى في لبنان. قدِم الريّس إلى لبنان شاباً، ليتعلّم في مدرسة برمّانا العالية، لأن والده المناضل ضد الاستعمار الفرنسي رفض أن يتعلّم ابنه في مدارس فرنسية. والده نجيب ظلّ رياض يحتفظ باسمه حين ظلّ يكتب اسمه الثلاثي دائماً: رياض نجيب الريس. في سنواته الجامعية، سافر الريس للالتحاق بجامعة كامبريدج في بريطانيا. سنوات طويلة قضاها بعيداً عن دمشق متنقلاً بين عواصم ومدن عدّة بسبب عمله الصحافي، لكن بيروت احتضنت معظم ذكرياته وتجاربه من صداقات، وعمله الصحافي وفي دار النشر التي انتقلت بعد تأسيسها في لندن إلى العاصمة اللبنانية. بعد عمله لفترة هنا في الصحافة، كان عليه أن يغادر إلى لندن مع بداية الحرب الأهلية حيث خاض تجارب صحافية عدّة هناك، بالإضافة إلى افتتاح مكتبته «كشكول» في أحد أحياء العاصمة البريطانية. الوجهة إلى بيروت مجدّداً بعدما فشل في إحياء جريدة والده «القبس» من دمشق سنة 2000. طوال تلك الفترة لم يغب عن مشاغل العالم العربي السياسية والثقافية والصحافية. مشاغل تُرجمت بشكل أو بآخر في دار «رياض الريس للنشر» التي شكّلت وجهاً ثقافياً أساسياً في بيروت والعالم العربي، من خلال العناوين المتنوّعة التي كانت تطرحها سنوياً، والحضور الأساسي لها في بيروت. كذلك لم تغب هذه المشاغل عن مؤلفاته في السياسة والشعر والفكر والتي وصلت إلى 30 عنواناً منها: «رياح الشمال»، و«أرض التنين الصغير: رحلة إلى فيتنام»، و«رياح السموم»، و«مصاحف وسيوف»، و«صراع الواحات والنفط: هموم الخليج العربي»، و«الخليج العربي ورياح التغيير»، و«صحافي ومدينتان» وكان آخرها «صحافي المسافات الطويلة» (2017) عبارة عن حوار طويل أجرته سعاد جروس مع الريس ويتضمّن أبرز المحطّات من حياته على مدى ستة عقود.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا