في مناسبة «يوم حرية الصحافة العالمي» الذي يصادف في 3 أيّار (مايو) المقبل، أطلقت «مؤسسة مهارات» أوّل من أمس مسابقة بعنوان «عبِّر بحرية». ترمي الخطوة الجديدة إلى تشجيع طلاب كليات الإعلام في مختلف الجامعات اللبنانية على دعم حرية الصحافة في لبنان عبر الكتابة عن قضية تتعلق بالحريات.
ويمكن للكتابة أن تأخذ شكل مقال (400 كلمة)، أو تحقيق (700 كلمة) أو بحث (1500 كلمة). في بيانها، أكدت «مهارات» أنّ أفضل هذه المواد ستنشر على موقع «مهارات نيوز»، كما سيحصل الفائزون في المراتب الثلاث الأولى على جوائز إلكترونية، على أنّ تُعلن النتائج في احتفال إطلاق موقع «مهارات نيوز» بحلّته الجديدة في 5 أيار (مايو) المقبل. أمّا آخر مهلة لتسليم المواضيع، فهي 20 نيسان (أبريل) الجاري. المسابقة لا تنفصل عن سلسلة الأنشطة التي تقوم بها «مهارات» في الفترة الأخيرة بهدف حشد الوعي إزاء الحرّيات في لبنان. هذا ما تؤكده المديرة التنفيذية في المؤسسة رلى مخايل في حديثها مع «الأخبار». في إطار توصيف واقع الإعلام في لبنان، تنطلق مخايل من المؤشر السنوي لحرية الصحافة، موضحة أنّه منذ عام 2009 «تراجع لبنان من المرتبة 61 ليحلّ اليوم في المرتبة 106». وتتطرق أيضاً إلى كل ما شهده لبنان أخيراً من انتهاكات في مجال حرّية التعبير، بداية بالاستدعاءات العشوائية للصحافيين من قبل «مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية»، مروراً بالأحكام القضائية التي تصدر بحقهم أمام محكمة المطبوعات، وليس انتهاءً بتحرّك النيابات العامة ضدّهم.
أمام هذه الحالات، ترى المؤسسة المعنية بتعزيز حرّية الرأي والتعبير أنّه لا بد من التحرّك ضمن حملة أوسع، من أجل تغيير الواقع الذي نعيشه، لنسهم في نجاح حملة إصلاح قوانين الإعلام الراهنة. حملة تعتبر المؤسسة أحد أعمدتها الرئيسية، علماً بأنّها سبق أن أطلقت قبل فترة حملة «أنا صحافي لست مجرماً» على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، استنكاراً للانتهاكات التي سُجّلت بحق صحافيين وناشطين لبنانيين. «عبِّر بحرية» تأتي في سياق «توعية الشباب اللبناني وخصوصاً طلاب الجامعات تجاه الحرّية»، تقول مخايل، مضيفة إنّه خلال جولاتها على الجامعات اللبنانية «لا تلاحظ «مهارات» نسبة وعي كافية لدى الشباب في هذا الإطار».
من أجل إنجاح المبادرة، اختارت المؤسسة التعاون مع مجموعة كبيرة من الجامعات اللبنانية التي تضم برامج تعليمية في الصحافة والإعلام. أبرز المؤسسات التي زارتها حتى الآن هي: كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية بفرعيها (الأونيسكو والفنار)، جامعة «الجنان» في طرابلس، «الجامعة اللبنانية الدولية» في البقاع، «جامعة بيروت العربية» و«جامعة سيّدة اللويزة»، إضافة إلى تواصلها مع «الجامعة الأميركية في بيروت»، كما أنّها ستزور غداً «جامعة القديس يوسف»، وقريباً «الجامعة الأنطونية»، فيما لا يزال التواصل قائماً مع «الجامعة اللبنانية الأميركية».
لا تبدو تفاصيل المسابقة واضحة بعد. تؤكد مخايل أنّ المعايير الأساسية أُنجزت، إلا أنّ لجنة التحكيم لم تُشكّل بعد. هنا، توضح المشرفة على موقع «مهارات نيوز» أنّها ستتألف من صحافيين وناشطين إلى جانب أسماء من «مهارات». الغموض نفسه يطال أيضاً مسألة ما إذا كانت الجوائز ستُقسم على أساس الفئات، لأنّ الأمر يتوقّف عند «كمية المواد المرسلة وطبيعتها». إذاً، مشروع «مهارات» الجديد انطلق، على أمل أن تشكّل هذه المسابقة عامل ضغط جديداً على مجلس النواب لإقرار مشروع القانون الذي تقدّمت به «مهارات» منذ فترة طويلة.

تُرسل المساهمات على البريد الإلكتروني الآتي: [email protected]

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine