ضمن سلسلة «برتبة شهيد» التي بدأت «الميادين» بعرضها أخيراً، مع نائب القائد العام لـ«كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية» الشهيد أحمد الجعبري، يُعرض الليلة، الجزء الثاني من السلسلة الوثائقية، وبطلها هذه المرة القائد الجهادي عماد مغنية، على أن تُخصّص الأجزاء الباقية لباقي قادة المقاومة الشهداء: نائب «رئيس هيئة الحشد الشعبي» العراقي مهدي المهندس، والفريق قاسم سليماني. في الجزء المخصّص لـ «ساحر المقاومة» (إعداد واخراج :هالة بو صعب- كتابة نص: إيفا بو ملحم)، الذي يمتدّ على نصف ساعة تلفزيونية، تكثيف لمحاور في حياة ومسيرة القائد الجهادي في «حزب الله» بدءاً من صورته عند أعدائه، مروراً بمسيرته الجهادية الحافلة، وليس انتهاء بالجانب الشخصي. يستعرض الفيلم إنجازاته عبر ثلاثة عقود، نقل فيها المقاومة من معادلة توازن الرعب إلى توازن الردع، وأمّن لها نقلة نوعية في ترسانتها العسكرية. يجمع الوثائقي القصير بين صور وفيديوات أرشيفية تعود لمغنية، وبين شهادات لشخصيات مختلفة، تدرجت من الأعداء في الكيان الصهيوني، ووكالة الاستخبارات الأميركية، وصولاً الى عائلته، ومقربين له في الجسم الجهادي. طيلة الشريط الحافل بعبارات التصقت بالشهيد عماد مغنية عن حق، في صفاته ومهنيته، وتأسيسه لمدرسة قتالية داخل المقاومة، كانت بوصلتها وما زالت فلسطين، يطل الضابط السابق في الاستخبارات الأميركية، روبرت باير، الذي كان مولجاً البحث عن مغنية، ليكيل المدائح للأخير، ويصفه بـ «العبقري» ويُعرب عن رغبته الدائمة في مجالسته والتعرّف إلى أفكاره، وهو المطلوب لدى هذا الجهاز منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولم يستطِع إلى حين استشهاده الوصول إليه، داخل أو خارج لبنان. بل بخلاف ذلك، هو من قام «بطرد الولايات المتحدة الأميركية، في واقعة «المارينز» عام 1983، وكان لا يزال في عمر الـ21 فقط، كما جاء على لسان باير. الأمر ليس ببعيد أيضاً عن الكيان الصهيوني الذي ما زال يرتعد إلى الآن من طيف أو صورة للحاج عماد، حتى بعد استشهاده قبل 12 عاماً، فيظهر في الشريط المسؤول السابق في وحدة الاستخبارات الإسرائيلية دايفيد بركاي الذي يقرّ بأنه ما زال «يخاف» من مغنية.
في المقلب الآخر، شهادات أخرى، أبرزها للمحلل العسكري والإستراتيجي واصف عريقات، وللزميل حسن عليق، كما تطلّ والدة الشهيد آمنة سلامة في الشريط، في مقابلة أرشيفية أجريت معها قبيل وفاتها. في الشريط استحضار السيرة الجهادية، منذ محاولة اغتياله في منتصف الثمانينيات، وصولاً إلى تجسيد عملية اغتياله في دمشق (تقنية الغرافيكس)، وما بينهما، لقاء مع عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، الذي يسرد كمّ عمليات المطاردة ومحاولات الاغتيال التي تعرّض قائد «الانتصارَين» داخل لبنان وخارجه وإصراره على أن يكون في الخطوط الأمامية، لعمليات المقاومة. ويستذكر هنا، حضوره مع المجموعات الأولى التي دخلت القرى المحرّرة عام 2000. قد لا تُحصى إنجازات «ساحر المقاومة» الذي يصفه أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله بـ «المبدع»، و«المبتكر»، لكن «برتبة شهيد» يحاول إحصاءها، أو الإضاءة على أبرزها، كعمليات تبادل الأسرى التي حصلت بين عاميّ 2000 و 2004، و«عملية الرضوان» التي خرج فيها عميد الأسرى المحررين الشهيد سمير القنطار ورفاقه بعد أشهر من استشهاد مغنية. وبالطبع لا يمكن إغفال أكبر عملية استشهادية نوعية نفذها أحمد قصير، في صور عام 1982، في مبنى «الحاكم العسكري الإسرائيلي»، وكان آخر من ودعّه آنذاك... عماد مغنية.

* «برتبة شهيد» (الجزء الثاني) «عماد مغنية» – الليلة 23:00 على «الميادين»

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا