وسط السوداوية التي يحاول تعميمها بعض وسائل الإعلام، لا سيّما المحلية منها، بعد تفجير المرفأ في الرابع من آب (أغسطس) الحالي، وتصرّ على توظيفها خدمةً لمصالحها الخاصة، أطلقت «الميادين»، أوّل من أمس، برنامج «لبنان الأمل الدائم» (يتعاقب على تقديمه كل من وفا سرايا، راميا الإبراهيم، وكمال خلف) كمساحة إخبارية تحليلية يومية تواكب الحدث السياسي اللبناني. يترافق ذلك مع إصرار على زرع بعض الأمل في نفوس المشاهدين من خلال الإطلالة على نواحٍ إيجابية، وسط الدمار والخراب واستمرار أبواق الفتنة في بث التحريض والكراهية والحضّ على الاقتتال. على مدى ساعة، يستقبل «لبنان الأمل الدائم» يومياً ضيفَيْن أو يكتفي أحياناً بضيف واحد، من داخل وخارج لبنان، مخصّصاً مساحة للتحليل السياسي في ضوء تقارير إخبارية، تتكئ إلى ضخّ المعلومات وتوليف المواقف السياسية وتصريحات مسؤوليها، ليصار بعدها إلى طرحها وتفكيكها في الاستديو، أو ستستحضر إحدى المقالات المنشورة في الصحافة العالمية أو المحلية للإفادة من المعلومات التي تتضمنها وإسهامها في سير الحوار. أضف إلى ذلك خلق مساحة تفاعلية مع الجمهور، وإفساح المجال له، في طرح الأسئلة على الضيوف، والمشاركة في حلقة النقاش الدائرة، في ضوء نشر البرنامج وسوماً مرافقة على موقع القناة ومنصاته الافتراضية. لبنان بلد يزخر بالطاقات والمبادرات لا سيما ما شهدناه أخيراً، عقب تفجير المرفأ، من تداعي شبابه بكل أطيافهم للمساهمة في كنس الشوارع، ومساعدة الناس المنكوبين، وقفوا يداً بيد لمحاولة النهوض بهذا البلد من جديد... هذه المشهدية المضيئة، غيّبتها ربما وسائل الإعلام الباقية. لذا، ستلجأ «الميادين» إلى تظهيرها، ومن خلفها صورة مدينة بيروت، التي لا يمكن اختصارها في الإعلام، كساحة نزاعات داخلية وخارجية، بل سيصار إلى الإضاءة عليها كمركز استقطاب عالمي، يضم شعباً متنوعاً في الثقافات، ويضم كذلك، زوايا أخرى من حكايا الصمود والمقاومة والنهضة بعد الدمار والتدمير، وتحقيق النصر على الأعداء.
كل هذه المساحة توليها قناة «الواقع كما هو» الأهمية في سبيل تعزيز مبدأ الإعلام الإيجابي ودوره الفعال في هذه المرحلة، إلى جانب بثّ الطاقة الإيجابية ونشر كل ما يفيد السلم الأهلي، ويبعد الفتن، والتحريض والتيئيس. خمس وخمسون دقيقة تلفزيونية، تتضمن نقاشاً معمقاً في السياسة، يسعى لإضافة معلومات مفيدة وجديدة، إلى جانب فسحة إيجابية، ثقافية، إبداعية، فنية وإنسانية، تظهر الوجه الآخر للبنان المغيّب في الوقت الحالي. وجه يحتاج له المشاهدون حتماً في هذه الظروف.

* «لبنان الأمل الدائم»: يومياً ــ السابعة مساءً بتوقيت بيروت على «الميادين»

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا