دمشق | «حتى لو اجتمعت شياطين الأرض، سترجعين يا كسب» (محافظة اللاذقية). تدوينة مقتضبة نشرها الممثل السوري باسم ياخور أخيراً عبر حسابه الرسمي على الفايسبوك، أقامت الدنيا ولم تقعدها لدى «ثوّار الفايسبوك» السوريين. لم يتوان هؤلاء عن مهاجمته بسيلٍ من التعليقات المسيئة، فيما أهّلته التدوينة ذاتها للفوز بلقب «الفنّان الوطني» في أعين مؤيدي النظام السوري بعدما نال نصيبه الوافر من التخوين العام الفائت على خلفية مشاركته في مسلسل «منبر الموتى» (الأخبار 20/7/2013). باختصار، أهلاً بكم مجدداً في «الهستيريا السورية». التدوينة التي نشرت الخميس الماضي، على خلفية المعارك المحتدمة في شمال غرب سوريا، حظيت بما يزيد على 60 ألف معجب، ومئات المشاركات والتعليقات والكثير من الأصداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية الأخرى التي لا توفر فرصةً مشابهة لتدلي بدلوها بحق هذا الفنّان السوري أو ذاك ومواقفه من مأساة بلاده.
في اتصال مع «الأخبار»، رفض ياخور التعليق على هذا الموضوع، أو «أيّ موضوع سياسي آخر». قال إنّه يعبّر أحياناً عن رأيه في بعض الأمور عبر صفحته على الفايسبوك «لا أكثر ولا أقلّ». واستغرب أنّ الكلام عن هذه التدوينة تحولّ إلى «قضيّة أكبر من الأزمة السوريّة»!

يجسد شخصية رجل أعمال وقيادي في الحزب الوطني المنحل في مسلسل «المرافعة»



قبل أيام، غادر نجم «الخربة» دمشق بعد قرابة شهر أمضاه في الشام، منكباً على تصوير دوره في الجزء العاشر من «بقعة ضوء» تحت إدارة المخرج عامر فهد. علماً بأنّ باسم هو أحد أبرز صنّاع هذه السلسلة الانتقادية الشهيرة، وخصوصاً في الأجزاء الأولى. استطاع فهد مجدداً أن يجمع ياخور وأيمن رضا في أربع لوحات مشتركة بعد خمس سنوات من الخلاف بين الممثلين بشأن المشروع ذاته الذي ارتبط باسميهما منذ البدايات. وبلغ إجمالي مشاركات باسم في «بقعة ضوء 10» (إنتاج شركة «سما الفن»، تأليف مجموعة من الكتّاب السوريين) تسع عشرة لوحة، قدّم فيها كاركترات متنوّعة، كما عوّد جمهوره في الأجزاء السابقة.
لكن ماذا عن مستوى الجرأة في طروحات «بقعة ضوء» هذا العام مقارنةً بالمواسم السابقة؟ وهل يمكن أن يتجاوز سقف الرقابة؟ يجيب ياخور: «السقف موجود، كنّا نحاول دوماً تجاوزه، وهذه المهمّة ليست سهلة، وازدادت صعوبتها اليوم في ظلّ الحرب الحقيقية التي تواجهها البلاد، ما يفرز مصاعب كبيرة في تقبل أي طرف وأي حالة لأيّ فكرة وكلمة مختلفة. لكن علينا أن نواصل المحاولة، ولا ننسى أنّ العمل ينفّذ وينتج ويترجم إلى لوحات تحت مظلّة الدولة السورّية، وهذا ما يجب أن لا نتناساه». لم يشارك ياخور في كتابة لوحات «بقعة ضوء» هذا العام، لكنه يجد كممثل أنّ الكثير من اللوحات «يلامس روح الأزمة السوريّة. بعضها يتناولها نسبياً، لكنّه واضح وحقيقي، بعيداً عن الطرح السياسي المباشر، من خلال التركيز على التبعات الاجتماعية والإنسانية للأزمة التي تعيشها سوريا اليوم».
سيكون هذا العمل السوري الذي لا ينفك ياخور ينشر صوراً من كاركتراته على صفحته على الفايسبوك، ضمن قائمة مشاريعه لموسم دراما رمضان 2014. وخلال الأشهر المقبلة، سيواصل تصوير المسلسل المصري «المرافعة» (تأليف تامر عبد المنعم، وإخراج عمر الشيخ) حيث يجسّد شخصية رجل الأعمال والقيادي في الحزب الوطني المنحل جمال أبو الوفا فيدخلنا في دهاليز السلطة والمال.