«ذهب مع الريح» يعود إلى HBO Max

لا يزال النقاش يتفاعل حول فيلم «ذهب مع الريح» (1939 ــ إخراج فيكتور فليمينغ)، بعدما انعكس الشارع الأميركي على الإنتاجات السينمائية والأدبية أيضاً. لا شكّ في أن هناك توجّهاً واضحاً إلى إعادة كتابة تاريخ بديل يتخلّى عن الرواية الأميركية التي كانت سائدة لغاية مقتل جورج فلويد. لكن هذه الخطوة أثارت موجة متضاربة من الآراء بين من اعتبرها ضرورة، وآخرين وضعوها في خانة الرقابة، من شأنها أن تمحو جزءاً من التاريخ السينمائي الأميركي. نقاش دفع HBO Max إلى سحب الفيلم الكلاسيكي من المنصّة، خصوصاً بعدما دعا كاتب السيناريو جون ريدلي إلى إزالته لأنه يثبّت أبناء البشرة السوداء بالصور النمطية للعبيد السعداء باستعبادهم والخائفين من التحرّر، وهي صورة برّرت بها أميركا الاستعباد لفترة طويلة. أخيراً، أعلنت HBO Max أنها ستعيد الفيلم إلى المنصّة، لكن مع إضافة مقدّمة للأكاديمية الأفريقية الأميركية في جامعة شيكاغو جاكلين ستيوارت التي قالت في مقابلة مع «سي إن إن» إنّه «ليس علينا الإشاحة عن الفيلم الكلاسيكي أو تجاهله». وأعلنت ستيوارت أن المقدّمة المرفقة مع الشريط، ستتضمّن قراءة نقدية للفيلم لكن ضمن سياقه التاريخي، مع عرضه بالكامل مجدّداً لأننا «إذا أردنا أن نخلق مستقبلاً أكثر عدلاً وإنصافاً وشمولاً، يجب علينا أولاً أن نعترف بتاريخنا ونفهمه».

سبايك لي متعاطف مع ودي آلن


بالتزامن مع إطلاق فيلمه الجديد Da 5 Bloods على «نتفليكس»، أعطى المخرج الأميركي سبايك لي مقابلة على إذاعة راديو New York City، لكنها لم تمرّ من دون إثارة للجدل. ففي المقابلة، عبّر لي عن تعاطفه مع المخرج الأميركي وودي آلن (الصورة)، خصوصاً في ما يخصّ السجال الذي أثارته مذكّرات الأخير Apropos of Nothing قبيل نشرها بداية السنة الحالية. وكان لي قد صرّح «أودّ أن أقول أن وودي آلن مخرج عظيم»، وقد وضع الدعوات إلى إلغاء نشر الكتاب في خانة قتل الشخص قائلاً «لا أعلم إن كان بإمكانك أن تقوم بمحو أحدهم كأنه لم يكن». لكن لي سارع إلى الاعتذار على صفحته على تويتر قائلاً «أعتذر بشدّة. كلماتي كانت خاطئة. لم ولن أتسامح مع التحرّش الجنسي، الاعتداء أو العنف. هذا من شأنه أن يترك أثراً حقيقياً لا يمكن التقليل من حجمه». وكان وودي آلن قد خطف الأضواء بداية السنة الحالية بالتزامن مع إطلاق مذكّراته التي زعم فيها أنه لم يقم بالتحرّش بابنته المتبنّاة ديلان فارو. لهذا السبب قامت دار Hachette بإلغاء نشر المذكّرات التي قرّرت دار Arcade للنشر إصدارها لاحقاً.

أليخاندرو خودوروفسكي: «فن للشفاء»


يردّد أليخاندرو خودوروفسكي «العالم مريض» لذا علينا «صنع صورة للشفاء، إذا لم يكن الفن دواء للمجتمع، فسيكون سُمّاً». لا يعني هذا أن المخرج التشيلي يدعو إلى صنع صورة مثاليّة أو معقّمة من العنف، إذ علينا أن نخوض تجربة فانتازية طويلة لكي نصل إلى الشفاء وفق المخرج وأفلامه. بعيداً عن أجواء الأفلام السائدة في العالم، يغرّد المخرج التشيلي أليخاندرو خودوروفسكي وحده. بعد انتظار دام سنوات منذ شريطه الأخير «شعر لا ينتهي» (2015)، سيصدر شريطه الوثائقي المنتظر «سايكوماجيك: فن للشفاء» في السابع من آب (أغسطس) المقبل على منصّة Alamo on Demand. الفيلم يوثّق لتيّار Psychomagic، وهو تيار علاجي جمالي، يستخدم فيه المخرج التسعيني مرجعيات عدّة من أجل علاج الصدمات، بدءاً من الفلسفة وصولاً إلى الأديان العالمية والرموز. وفيه تلتقي الفلسفة الشامانية المكسيكية وقراءة أوراق التارو والتقاليد البوذية اليابانية، وأفكار فرويد في علم النفس، وفنون الأداء التي استهلّ بها خودوروفسكي رحلته. في الشريط، سنلقي نظرة مقرّبة وحميمية على طريقة خودوروفسكي في علاج من يجدون صعوبة في مواجهة وتقبّل الواقع أو ماضيهم الشخصي الأليم. ومن خلال هذه التجارب الفردية في العلاج، يسعى المخرج إلى منح العالم علاجاً بالاستناد إلى رحلته الفنية الطويلة. وقبل إطلاق الشريط، ستطرح المنصّة خمسة من أفلام خودوروفسكي السابقة في الأوّل من آب المقبل، هي Fando y Lis، و«إل توبو» (El Topo)، و«الجبل المقدّس» (The Holy Mountain)، و«رقصة الواقع» (Dance of Reality)، و«شعر لا ينتهي» (Endless Poetry). علماً أن المنصّة تستضيف صفاً افتراضياً يعطيه المخرج للمشاهدين حول أسلوبه العلاجي في الثامن من آب. وفي الشهر نفسه، ستطرح شركة ABKCO Films علبة فاخرة تحوي كلاسيكيات خودوروفسكي، بالإضافة إلى شريطه الجديد.

تأجيل Tenet لكريستوفر نولان


بعدما كان مقرّراً عرض فيلم Tenet (الصورة) للمخرج البريطاني الأميركي كريستوفر نولان، ابتداء من الـ 17 من تموز (يوليو) المقبل في الصالات، أعلنت شركة Warner bros عن تأجيل إطلاق الفيلم حتى نهاية الشهر المقبل بالتزامن مع افتتاح الصالات السينمائية أبوابها حول العالم. وبدلاً من ذلك، قالت الشركة في بيانها إنها ستطرح فيلم Inception لنولان في التاريخ الذي كان مقرّراً أن يطلق فيه فيلمه الجديد، بالتزامن مع عيده العاشر. وتابعت: «في هذه المناخات المعقّدة والمتغيّرة، نحن متحمّسون لطرح فيلم نولان الجديد... فقد مضى أكثر مما تصوّر أحدنا منذ أن شاهدنا فيلماً على الشاشة الكبيرة». أما المخرج الأميركي الذي يعدّ من أكبر مشجعي تجربة المشاهدة السينمائية في الصالات، بعيداً عن المنصّات الإلكترونية، فكان قد أعلن في السابق عن أمنيته بأن يعيد فيلمه الجديد الناس إلى الصالات التي كانت قد أقفلت أبوابها منذ شهر آذار (مارس). هذه الأجواء القلقة في العالم تلتقي مع الفيلم الذي كتبه وأخرجه نولان حول عميل سرّي يوكل بمهمّة لمنع حرب عالمية ثالثة من الحدوث. علماً أن الفيلم المقبل يأتي بعد شريط Dunkirk للمخرج سنة 2017، ويؤدي بطولته جون ديفيد واشنطن وروبرت باتينسون وإليزابث دبيكي.