«الأزمة السورية اختبرت شركات الإنتاج وقوّتها وتمسّكها وتصميمها على العمل في موطنها سوريا كما تختبر النار المعادن، ليبقى الذهب الحقيقي وحده صلباً ولامعاً بعد انطفاء لهيب هذه النار». على هذا المنوال تغزل المنتجة ديالا الأحمر مديرة «غولدن لاين» إجابتها في حديثها إلى «الأخبار» على قدرة بقاء الشركة في دمشق واستمرارها في إنتاج المسلسلات، بل زيادة عدد أعمالها إلى أربعة هذا العام.
انتهت قناة «osn مسلسلات» المشفرة من عرض أولها «خواتم» (ناديا الأحمر وناجي طعمي) من بطولة عبد المنعم عمايري، وكاريس بشار، جيني اسبر ولينا دياب. كما باشرت أخيراً محطة «س» التابعة لشبكة أوربت عرض مسلسلها الثاني «صرخة روح 2» وهو خماسيات تعاقبت على إخراجه مجموعة من السوريين بينهم: سيف الدين السبيعي، وزهير قنوع، وجسّد بطولات هذه القصص عدد من الممثلين منهم: بسام كوسا، وعباس النوري، وأيمن زيدان وأمل عرفة. في هذا العمل، نتابع مجموعة من قصص الحبّ والخيانات التي تكتشف في اللحظات الأخيرة أو الوقت المستقطع. نتعرّف إلى نماذج اجتماعية مختلفة، ونراقب الطريقة التي تتعاطى فيها مع حالات الخيانة التي تتعرّض لها.
تنحاز «غولدن لاين» إلى الدراما الاجتماعية المعاصرة، وتقدّم عملاً ثالثاً هذا الموسم بعنوان «وراء الوجوه» الذي كتبه فتح الله عمر، وأعاد معالجته نجيب نصير، فيما باشر المخرج مروان بركات تصوير مشاهده مع مجموعة نجوم منهم: أيمن زيدان، وبسام كوسا، وسلمى المصري، وعبد المنعم عمايري، ولينا دياب، وسوسن ميخائيل. في هذا المسلسل، نشاهد حكاية تلخّص فكرة اختباء البشر خلف أقنعة زائفة عبر عائلتين هما محورا العمل الرئيسيان: الأولى عائلة صفوان والثانية مالك. تتشابك الأحداث والمكائد بينهما لنصل إلى مقولة العمل التي تعلن عن نهاية مجتمع متعفّن يختبئ أفراده خلف أقنعة مزيّفة تُخفي حقيقتهم. من جانب آخر، تعطي الشركة كالعادة مساحة لدراما البيئة الشامية التي وجدتها سلعة مكفولة يسهل تسويقها إلى المحطات التي باتت تفضّل هذا النوع من المسلسلات. تنتج «غولدن لاين» هذا الموسم مسلسلها الرابع «الغربال» لسيف حامد وناجي طعمي ويلعب بطولته: بسام كوسا، وعباس النوري، ومنى واصف، وأمل عرفة، وعبد المنعم عمايري. يقدّم العمل حدوتة شامية ويمزج بين مخيّلة مفترضة ومقاربة حقيقية لبعض الطقوس الدمشقية، عساها تنجح في جذب المشاهد (راجع المقال أدناه). هكذا، ترى ديالا الأحمر أنّ شركتها تبذل قصارى جهدها للصمود والتطوّر معاً رغم الأحداث الطارئة. تضيف: «استمرارية العمل هي معركة للبقاء. هذا الهمّ تقاسمناه مع كل مَن يعمل معنا. لولا جهود جنودنا المجهولين من فنيين وإداريين، إضافة إلى الفنانين طبعاً، لما تمكنّا من الاستمرار في هذه الظروف الأمنية والنفسية العصيبة». أما عمن يتّهمها بأنها تستقدم النجوم بدواعي التسويق وتعطيهم أجوراً عالية على حساب أجور بقية الممثلين والفنيين، فتردّ «التعاقد مع النجوم اللامعين ضرورة فنية ومطلب جماهيري، وشرط مهم في عملية التسويق، لكن ذلك لم يسبق أن أثّر على أجر أيّ ممثل أو فني. كذلك، استمرار عدد كبير من الممثلين والفنيين بالتعامل مع شركتنا يؤكّد رضاهم عن العمل معنا». وتشير الأحمر إلى أنّ شركتها تتعاقد بشكل دائم مع الممثلين الشباب وخريجي «المعهد العالي للفنون المسرحية» كنوع من تبنّي مواهب جديدة ومنحها فرصاً وبثّ الدماء في الدراما السورية. وحول الانتقادات التي توجَّه للشركة بأنّها تنتج أعمالاً بميزانيات متواضعة وتبيعها بأسعار أقل من المعتاد للفضائيات في مضاربة غير مشروعة على باقي شركات الإنتاج، ترد الأحمر «لم يسبق أن أنتجت مسلسلاً لصالح محطة معينة أو لعبت دور المنتج المنفذ. باشرت بمنطق المغامرة كخطوة مرادفة لأي مشروع فني، وسرعان ما حققنا سمعة طيبة وملأت أعمالنا الفضائيات العربية حتى صرنا ننتج بميزانيات كبيرة من دون التخوف من مطبات التسويق».
كل ذلك لم ينجِّ «غولدن لاين» من انتقادات لاذعة واتهامات باستغلال الظروف السورية المتردّية لخفض أجور الممثلين وتقليص ميزانية أعمالها. مع ذلك، تثبت الشركة قدرتها على الاستمرار بغضّ النظر عن خططها وأسلوب عملها والسوية الفنية لمسلسلاتها.