هذه السنة استثنائية لـ Bipod واستثنائية أيضاً للرقص المعاصر في العالم العربي وبيروت، تماماً كعام 2004، حين أطلقت فرقة «مقامات» ملتقى «مهرجان بيروت للرقص المعاصر». اليوم، يكمل المهرجان عامه العاشر، محقّقاً انتصاراً للرقص والجسد أمام الخراب المحيط بنا. الرقص ليس تعويذة لطرد الموت، بل إنه حقيقة الأجساد في حالتها القصوى، أمام الحقيقة الوحيدة ربما. والرقص إذ ينتصر ويستمرّ، يعزّز احتمالات الحياة المتقلّصة.
في حانة «باردو» أول من أمس، أعلن عمر راجح استمرار المهرجان خلال المؤتمر الصحافي الذي أُعلن فيه عن برنامج الدورة العاشرة. مؤتمر أراده المنظمون احتفالاً متفائلاً بالغد. «سأنظر إلى «بايبود» بعد عشر سنوات بل بعد 20 سنة» قال المدير الفني للمهرجان. انطلاقاً من 10 نيسان (ابريل)، يضرب المهرجان عشرة مواعيد مع عروض من النروج وبلجيكا والمغرب وألمانيا وبريطانيا ولبنان، وفرنسا وسويسرا واستراليا، ستتوزّع على «مسرح المدينة»، و«مسرح مونو» و«مترو المدينة». تفتتح «مقامات» مهرجانها بمعرض صور يسترجع سنواته، إلى جانب كتاب توثيقي عن أهم لحظاته وعروضه تحت عنوان «عشر سنوات من بايبود».
البداية مع اسم بريطاني كبير، هو راسل ماليفان الذي يمزج في Still Current (10 و11/4 _ س: 20:30) بين الإضاءة وأجساد الراقصين. وبعدما شاهده الجمهور الألماني قبل شهر، سنرى «حبر» (12 و13/4_س:20:30) الذي تعاون فيه عمر راجح مع الكوريغراف السويسري مارسيل ليمان. يحتضن المهرجان أيضاً تجارب جديدة كعرض الأسترالي شون باركر Happy As Larry (14/4_س:20:30) الديناميكي والملوّن، وIF/THEN for strings (17/4_ س:20:30) لريتشارد سيغال الذي يبحث في التقاطعات بين تقنيات الرقص والموسيقى. وفي Erection (18/4_ س:20:30) يتتبع الكوريغراف والرياضي الفرنسي بيار ريغال تطوّر الكائن البشري، فيما يأتي B to B (19/4 _ س:20:30) ثمرة تعاون بين السويسري توماس هايرت والإسبانية أنجل مارغريت. أما في Miniatures (22/4 _ س: 20:30)، فقد دعت مؤسسة Danse Map مجموعة من الكوريغراف العالميين لتقديم لوحاتهم القصيرة وهم: المغربي توفيق عزديو، واللبنانية يندي نمور، والفرنسي آرنو سوري. أما Black Out (22 و23/4 _ س: 19:00، وس: 20:30) للسويسري فيليب سير، فيرتكز على الجانب البصري. وستقدّم الفرقة النرويجية Fieldwords عرضها Nothing's for something (24/4_س:20:30) الذي يبحث في الجسد وفي أصالة الدوافع (تصميم النرويجي هاينه آفدال واليابانية يوكيكو شينوزاكي). في الختام، سنكون على موعد مع أحد أهمّ مؤسسي الرقص المعاصر في بلجيكا فيم فانديكيبوس. سنشاهد العرض الأوّل في مسيرته «ما لا يتذكره الجسد» (الصورة ــ 26 و27/4_س:20:30) الذي قدّم عام 1987. عمل ملفت يجنج بالأجساد إلى حالتها القصوى، أليس هذا ما نحتاجه الآن؟

Bipod: بدءاً من 10 حتى 27 نيسان (أبريل) ــ «مسرح المدينة»، و«مونو»، و«مترو المدينة» ــ للاستعلام: 01/341470