القدس المحتلة | قبل أسابيع، نشرت بعض المواقع خبراً يتضمّن موعد حضور أعضاء لجنة «أراب آيدول» إلى رام الله، وهم الفنانون راغب علامة، ونانسي عجرم، والمصري حسن الشافعي، والإماراتية أحلام. وأسهب بعضها في شرح تفاصيل وصول اللجنة على طائرة خاصة (أردنية) «تؤمنها القيادة الفلسطينية لنقل الفنانين من عمان إلى رام الله من دون الحاجة إلى المرور عبر نقاط التفتيش الحدودية منعاً للتطبيع». لكن المؤكد حتى الآن أنّ هذه الأخبار لا تتعدى الشائعة. أصدرت قناة «بي. بي. سي» بياناً دعت فيه الشباب الفلسطيني الراغب في المشاركة في برنامج «محبوب العرب» إلى تقديم أغنيتين خلال دقيقة أمام كاميرا البرنامج أمس الاثنين، فـ«المشاركات ستقدَم للجنة متخصصة» وفق ما أشار البيان.

نضال الحسن مدير مكتب «أم. بي. سي» فلسطين قال لنا إنّ «ما نُشِر في المواقع لم يتعد الشائعات الإعلامية. لم تقرر mbc إرسال لجنة التحكيم إلى فلسطين في النسخة الثالثة من برنامج «محبوب العرب». لا يتعلق الموضوع بتعقيدات دخول اللجنة إلى فلسطين، وإنما لأنّ المرحلة الحالية هي مرحلة اختبار وتقديم الطلبات. في مرحلة ما، ستقوم اللجنة بسماع المشاركين الذين نجحوا وجرى اختيارهم».
أمام فندق «غراند بارك» في رام الله أمس، احتشد ما يفوق 500 شاب وشابة من مختلف مدن الضفة الغربية والقدس وفلسطينيي الـ 1948. عشرات منهم ناموا في الشوارع المحاذية للفندق كي يتمكنوا من الدخول مبكراً والحصول على رقم يؤهلهم لنيل «الكارت» الأزرق الذي يحمل شارة البرنامج. الصحافي الشاب فادي غطاس (24 سنة) من بيت لحم تمكّن من الحصول على الكارت. بدا متحمساً وسعيداً، وكان ينتظر دوره بفارغ الصبر، فما زال أمامه حوالى خمسين مشتركاً قبل أن يقف هو أمام اللجنة. ويضيف أنّه جاهز لتقديم أغنياته، فقد حضّر مقطعاً من أغنيتي «دارت الأيام» و«وصفولي الصبر» لأم كلثوم، ومقطعاً من الموال الفلسطيني «يا نجمة الصبح». يتحمّس الشاب، قائلاً إنّها فرصة ذهبية لإيصال المواهب والأصوات الفلسطينية الشابة إلى العالم العربي.
أما الصحافية أمون الشيخ، فأشارت إلى الأعداد الكبيرة للمشاركين، ونوم البعض أمام الفندق في حدث نادر الحصول في فلسطين. خلال حضورها إلى رام الله عبر المواصلات العامة، يرافقها أحد المتقدمين من طولكرم. كان متحمسا جداً، يحدث أصدقاءه على الهاتف ويخبرهم بوصوله إلى رام الله متأملاً التأهّل للمسابقة. لكن الملاحظ هو عدم حضور أي مشارك من غزة.
يقول نضال الحسن إنّ «الكاستينغ» في رام الله هو لكامل فلسطين و«نحن نعرف أنّ الفائز في «أراب آيدول» العام الماضي محمد عساف سافر إلى مصر وتقدم أمام اللجنة هناك. ليس من مسؤولية «أم. بي. سي» تقديم التصاريح للمشتركين». وأضاف أنّ القناة تتكفّل
بالتأشيرات، مشيراً إلى أنّها «طلبت صوراً عن جوزات السفر وموافقة الأهل لمن يقل عمرهم عن 18 سنة».
يبدو أنّ «أراب آيدول» تفوّق بامتياز على كل الأخبار السياسية والاقتصادية على الرغم من سخونتها والأجواء المشحونة التي تسود الأفق. الشباب الفلسطيني اختار اليوم أن يتناسى السياسة، وهرب إلى برنامج المواهب الشهير، علّ الحظّ يبتسم له كما فعل مع محمد عساف.