القاهرة | «رعب أكثر من ذلك سيجيء». عبارة قالها يوماً الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور. يبدو أنّ الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من الرعب الأمني في مصر الذي تمثلت آخر فصوله في منع المغني الشاب محمد محسن من الغناء في احتفال «عيد الفن» الذي أقيم في «دار الأوبرا» أول من أمس (الأخبار 14/3/2014).
أثار غياب محسن تساؤلات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً أنّ الأخير أعلن مشاركته عبر صفحته الفايسبوكية كما شارك في بروفات استمرت لنحو أسبوعين. غير أنّه فوجئ باستبعاده قبل بدء الاحتفال بأقل من نصف ساعة. ويشير شهود عيان إلى أنّ المغني الذي برز اسمه مع اندلاع «ثورة ٢٥ يناير» استدعي عبر موظفي رئاسة الجمهورية الذين طلبوا منه مغادرة القاعة لغاية الحصول على تصريح أمني بالمشاركة، علماً بأنّ «اتحاد النقابات الفنية» المنظم للاحتفال لم يذكر اسمه ضمن البرنامج، رغم إدراجه في البرنامج المطبوع الذي وزّع على الجمهور.
وفي حديثة إلى «الأخبار»، شدد محسن على أنّ ما يشاع عن منعه من الغناء لأسباب أمنية «يثير السخرية»، مؤكداً أنّه «اتصلت برئيس الجبهة، هاني مهني، لمعرفة الأسباب. ووعدني بإجراء تحقيق». وأشار إلى أنّه ينتطر «توضيحاً واعتذاراً»، نافياً مسؤولية «دار الأوبرا» التي استضافت الاحتفال ولم تنظمه. وكان مقرراً أن يقدم محسن أغنية «قوم يا مصري» لسيد درويش، علماً بأنّه اشتهر بتقديم أعمال الأخير وأعمال الشيخ إمام.
محبو محسن اعتبروا غيابه «خطة لاستبعاد وجوه الثورة»، تزامناً مع إصدار فنانين مصريين أمس بياناً تضامنياً مع صاحب «بلدك بعيد يا عنب»، معربين عن رفضهم لـ«الموقف غير المسؤول الذي تعرض له». وشدد هؤلاء على أنّ «أسباباً أمنية تقف وراء المنع»، معلنين أنّهم في انتظار «تفسير شافٍ، واعتذار لائق». ووضع البيان الحادث في إطار «عدم احترام الفنانين والمبدعين»، قبل أن يخلص إلى أنّ «الثورة لم تبلغ بعد حد الحلم، ولم يجن الوطن منها سوى ارتواء ترابه بدماء
الشرفاء».