ضمن جولتها الفنية العالمية Courage (شجاعة)، يُفترض أن تحيي الفنانة الكندية سيلين ديون حفلتَيْن في تل أبيب في 4 و5 آب (أغسطس) 2020. بهدف ثنيها عن الإقدام على هذه الخطوة، وقّعت مجموعة من الفنانين/ات الفلسطينيين/ات رسالة مفتوحة موجّهة إليها، جاء فيها:«نحن، المغنّين/ات والموسيقيّين/ات ومؤلّفي/ات الأغاني والممثلين/ات والفنانين/ات الفلسطينيّين/ات الموقّعين أدناه، علمنا آسفين بنيّة المغنّية سيلين ديون إقامةَ عرضيْن في منتزه ياركون في تل أبيب.
يستغلُّ نظام الاستعمار الاستيطانيّ والفصل العنصريّ الإسرائيليّ جميع العروض التي يقيمها الفنّانون/ات الدوليون/ات في تلميع انتهاكاته المستمرّة والممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني عن طريق الفنّ. وهنا، تقع مسؤوليّةُ عدم إلحاق الضرر بنضالنا نحو الحريّة على عاتق الفنّانين/ات، وهو ما نعتبره التزاماً أخلاقيّاً على كافة أصحاب الضمائر الحيّة حول العالم.
يُذكر أنّ «منتزه ياركون»، الذي ستُحْيي فيه المغنية عرضَيْها، مقامٌ على أنقاض قرية جريشة الفلسطينية التي تمّ تطهيرُها عرقياً، وهُجّر سكّانها الفلسطينيون في عام 1948 ولم يُسمح لهم بالعودة إليها، رغم قرارات الأمم المتحدة. وقرية جريشة هي واحدة من أكثر من 500 تجمّع فلسطينيّ دُمّرت في نكبة عام 1948، إذ جرى اقتلاعُ أكثر من 700 ألف فلسطيني وفلسطينية من أراضيهم بشكل ممنهج، ومُنِعوا من العودة إلى منازلهم وأراضيهم، لإفساح المجال لكذبة «أرض بلا شعب»، التي قامت على أساسها دولةُ العدوّ الاستعمارية.
وما تزال النكبة مستمرّة. ففي قطاع غزّة، الذي يبعد مسافةً قصيرةً عن مكان عرضيْ ديون، يخضع أكثر من مليونيْ فلسطينيّ، وغالبيتُهم لاجئون، لحصارٍ وحشيّ مستمرّ منذ أكثر من 12 عاماً، تعرّضوا خلالها لجولاتٍ متتاليةٍ من العدوان الإسرائيليّ الهمجيّ، وأكثرُهم من الأطفال.
وبحسب محقّقي الأمم المتحدة، فإنّ الجرائم الإسرائيليّة التي ارتُكبتْ في قطاع غزّة خلال مسيرات العودة الكبرى، ومنها القتلُ المتعمّد للعاملين/ات في مجال الصحّة والأطفال والصحافيين/ات وذوي الإعاقة، والتي نفّذها القنّاصةُ الإسرائيليون، «قد تشكّل جرائمَ حرب أو جرائمَ ضدّ الإنسانيّة». لكنْ، حتى الآن، لم تتمّ مساءلةُ أحدٍ في شأنها.
سمّت سيلين ديون أحدَ أطفالها «نيلسون»، كنايةً بنيلسون مانديلا، الذي قال إنّ «حريتنا لا تكتمل من دون حرية الشعب الفلسطيني». كما قال مراراً: «تُعتبر فلسطين أكبرَ قضيّةٍ أخلاقيّةٍ في عصرنا هذا». واليوم، مع تزايد رفض الفنانين الكبار لأداء العروض في تل أبيب، فإننا نحثّ سيلين ديون على التفكير في كلمات مانديلا، وعلى إعادة النظر في عرضيْها».

(للاطلاع على لائحة الموقعين الكاملة: الضغط هنا)