لم يكن شهر تشرين الأول (أكتوبر) سهلاً على القنوات، بل إنّها شهدت أياماً عصيبة. قبل الحراك الذي اندلع في 17 تشرين الاول (أكتوبر)، كانت الشاشات تئنّ من وضعها المالي والاقتصادي بسبب تراجع الدعم السياسي وسوق الاعلانات. حتى إن برمجتها كانت باهتة لم تحمل الكثير من المفاجآت. يومها، حُكي عن أن مجموعة من المحطات، على رأسها «الجديد»، كانت ستستغني عن أكثر من خمسين موظفاً. وبالفعل، وضعت القناة لائحة بأسماء المصروفين الذين توزّعوا بين تقنيين ومراسلين، ولكن التظاهرات جاءت لتؤجّل فتح هذا الملف، إذ تنفّست الشاشات الصعداء مع فتح هوائها على التحركات في الشوارع، وتجميد برمجتها بشكل شبه نهائي باستثناء بعض البرامج القليلة التي تدور في فلك «الثورة». هكذا، وفّرت قناة «الجديد» مالاً عبر وقف برامجها، من بينها «طوني خليفة» لطوني خليفة، و«أنا هيك» لنيشان، والمواظبة على عرض «يوميات الثورة» بعد نشرة الأخبار المسائية، حيث يطلّ أحد مقدمي «الجديد» (جورج صليبي وطوني خليفة وراشيل كرم ورياض قبيسي...) ويفتح ملفات الفساد مع المراسلين في القناة نفسها. إلا أنّ صوت المستكتبين بدأ يعلو مع تأخّر «الجديد» في تسديد مستحقاتهم المؤجلة منذ عام تقريباً، وحالياً إلغاء البرمجة، وبالتالي عدم عودتهم إلى عملهم هذه الفترة.في المقابل، يبدو أن lbci ستكون تحت الأضواء في الأيام المقبلة، بعدما تلقّى رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر إنذاراً بدفع المستحقات لشركة Shoot production التي يملكها فراس حاطوم، وتنتج برنامج «لهون وبس» الذي يتولاه هشام حداد (كل ثلاثاء 21:45). العمل التلفزيوني الوحيد الذي لا تزال الشاشة تبثّه هذه الفترة، يواجه أزمة وجودية تهدّد استمراره بسبب عدم دفع المستحقات المكسورة عليه منذ أشهر طويلة. هكذا، لا يملك «لهون وبس» وقتاً طويلاً ليبقى على الشاشة، وإلا فسيكون أمام مرحلة صعبة وربما تجميد بثّه في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، مع العلم بأن lbci تتّكل عليه لأنه الأكثر جماهيرية لديها. أما بالنسبة إلى mtv، فإنّ الوضع فيها مختلف عن البقية بسبب توخّيها الحذر في فتح ملفات الفساد ومعالجتها على طريقتها الخاصة وحسب المحسوبيات فيها. وتحاول mtv أن تستأنف برمجتها بشكل خجول، أولّها كان «منا وجر» الذي عرض أمس. البرنامج الذي يقدّمه بيار رباط، توقّف مع انطلاق التظاهرات، لكن يبدو أن حلقاته لن تكون بعيدة عن «الثورة» بأسلوب فيه الكثير من السخرية وطرق معالجة سطحية.