في منتصف القرن العشرين، اكتسب «التياترو الكبير» في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت أهمية بالغة في الحياة الاجتماعية والثقافية للعاصمة اللبنانية. شُيّد هذا الصرح العريق في عام 1930 ليضمّ شققاً وفندقاً ومتاجر، إضافة إلى المسرح الكبير الذي خُصّص للعروض الفنية. بناءً على ذلك، فهو يمثّل مصدراً للإنتاج الثقافي في بيروت في حقبة الثلاثينيات وحتى ما قبل اندلاع الحرب الأهلية في 1975. خلال سنوات القتال، تضرّر المبنى كثيراً قبل أن تسيّجه شركة «سوليدير» بعد انتهائها في 1990، ووعدت بإعادة تأهيله وفتحه للجمهور، غير أنّ ذلك لم يحصل حتى اليوم. مع بدء التظاهرات المطلبية في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أزال المحتجون السياج لتسنح الفرصة أمام الجميع لإعادة اكتشاف هذا المبنى التاريخي. فما قيمة المدينة في ظل تغييب إرثها الثقافي ومساحاتها الثقافية؟ وكيف يمكن لسكان المدينة أن يستعيدوا تلك المساحات وأن يدافعوا عن مبانٍ وأماكن باتت جزءاً من ذاكرتهم وحياتهم الجماعية؟ وهل لمالك العقار أن يحدد كيفيّة استخدام عقاره بمعزل عن بيئته وتاريخ تلك البيئة، فيهدم ويشيّد المباني عليه متى يشاء؟بهدف استعادة المساحات الثقافية في بيروت، تدعو «المفكّرة القانونية» غداً الأحد إلى حضور حفلة موسيقية أمام مبنى «التياترو الكبير» في ساحة رياض الصلح، تحييها عازفتا التشيللو جنی سمعان، ونایری غازاریان.

* اليوم الأحد ــ الساعة الثانية عشرة ظهراً ــ أمام مبنى «التياترو الكبير» (ساحة رياض الصلح ــ وسط بيروت).