ضمن حملة منظمة ينتهجها تويتر، وباقي مواقع التواصل الاجتماعي (يوتيوب وفايسبوك)، في وجه الإعلام المقاوم، أزال موقع التغريد الأبرز، أول من أمس، سبعة حسابات تابعة لقناة «المنار» من ضمنها صفحات إخبارية (حجب حسابات القناة الإخبارية بالإنكليزية والفرنسية والإسبانية)، وأخرى تتعلق بالبرامج، إضافة إلى حسابات أخرى لشخصيات ذات صلة بالقناة وبالتغريد دعماً للمقاومة. خطوة تصعيدية جديدة، تحاول تشديد الخناق على القناة وكتم صوتها. جاء ذلك بعدما رضخ المدير التنفيذي لتويتر جاك دورسي، لضغوط مورست عليه من قِبل نواب من الكونغرس الأميركي، حذّروا من مغبة فتح الموقع لمنصات إعلامية تابعة للحزب ولحركة «حماس»، بما أن الولايات المتحدة الأميركية تصنّف المنظمتَين ضمن خانة «الإرهاب»! وأُعطي دورسي مهلة تاريخ الواحد من تشرين الثاني (نوفمبر) لتنفيذ هذه المهمة وإزالة جميع حسابات القناة. لم تكن خطوة حظر موقع التغريد لحسابات «المنار» الأولى من نوعها، علماً أن القناة لم تخالف معاييره، بل إنّ هذا القرار يندرج ضمن حملة عالمية موجّهة تريد كتم الصوت المقاوم ضد إسرائيل، غير عابئة بحريات التعبير التي يتغنّى بها الغرب ومن ورائه تويتر.
خطوة إزالة الحسابات، لا يمكن فصلها عن تضييق تمارسه باقي المنصّات التفاعلية من ضمنها فايسبوك الذي سعى أخيراً إلى إزالة كلّ محتوى يتضمّن عبارات «حزب الله» و«المنار» و«حسن نصر الله»، مسترجعاً المنشورات، حتى الأرشيفية منها، إلى جانب الصور ومختلف الوسائط الإلكترونية ليزيلها على الفور. وعلى «يوتيوب» أيضاً، تعمد القناة مرات عدّة إلى إنشاء حسابات بعد سلسلة الحظر التي تمارس عليها، وتزيل موادها هناك، تحت حجة «مخالفة المعايير».
إذاً هي أشبه بحرب إلكترونية تُخاض اليوم ضد الإعلام المقاوم، بعد إنزال القناة قبل أعوام قليلة عن أقمار صناعية عدة آخرها «نايل سات»، إلى جانب حظرها على الفضاءين الأوروبي والأميركي.
«المنار» لم تكن وحدها المستهدفة يوم السبت الفائت. فقد عمد تويتر، إلى حظر حسابات شبكة «القدس الإخبارية» في استكمال واضح لحصار تتعرّض له المنصات الفلسطينية منذ فترة، إلى جانب حجب صفحات تابعة لنشطاء وإعلاميين فلسطينيين. وقد اعتبر ناشطون استنكروا الخطوة، بأن تويتر «دخل عباءة الاحتلال وانصاع للضغوط الإسرائيلية وباشر بمحاربة المحتوى الفلسطيني».