حين التقينا، عام 1979، في بيروت الحرب الأهلية صرنا صديقين، نحن الهاربين من أوطاننا المستوطنة، لنلوذ بالثورة الفلسطينية، هناك، حتى أنني لم أعرف أنه أردني المولد، إلا بعد سنوات لسبب بسيط: كان أمجد فلسطيني الروح والفكرة. حزناً، افتقدنا قصيدة عنوانها «أمجد ناصر»!
هذه القصيدة التي انشقت عن حزب الشعر العربي، حتى حديثه.
قصيدة سكنت الغائب وسكنها.. واختارت المختلف واختارها.
قصيدة جريئة من حيث صعوبة المسعى في مواجهة سلطة الشعر العربي الحديث، أو ما يسمى كذلك، وأصنامه العاتية.
إن الحرية الداخلية التي يتمتع بها أمجد أحد الأسباب الأساس في انبثاق قصيدته الجريئة، جمالياً تحديداً.
هكذا يقيم أمجد في زمنه الخاص ومكانه الخاص، رغم عنايته القصوى بزماننا العام ومكاننا العام، زمن الناس ومكانهم.
في لندن، استمر تواصلنا معاً، ولكنني عندما اتصلت به هاتفياً لأطمئن على حالته الصحية، ردت زوجته، السيدة هند، عندها وضعت يدي على قلبي.
كتب W.H.Auden يرثي William Butler Yeats يقول: «…وهناك في مكانٍ ناءٍ عن مرضه/ كانت الذئاب تتراكض عبر الغابات دائمة الخضرة/ ولم تستطع السدود الحديثة/ أن تغوي النهر القروي/ وحجبت الألسن النائمة/ خبر موت الشاعر عن شعره».
وداعاً أيها الإنسان
أيها الشاعر
أيها الصديق
أيها الأمجد.

* شاعر عراقي لندن