كاد التقرير الذي عرضه التلفزيون المصري، بداية الأسبوع الماضي، أن يمرّ مرور الكرام، لولا «ثورة» مجموعة من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي التي دفعت قسم الشؤون القانونية في «ماسبيرو» إلى إجراء تحقيقات موسّعة. في نشرة الواحدة، فجر الاثنين الماضي، عُرض تقرير عن فندق سياحي في قرية «جسر الزرقاء» الفلسطينية المحتلة، وصفها بـ«صاحبة الموقع المتميز»، وبأنّ من يزورها «يقع في غرامها على الفور»، نظراً إلى جمعها بين «الجمال والسحر والطبيعة الخلابة»، وهي عوامل «تدفع السيّاح إلى زيارتها».
وتابع التقرير الذي أعدّته مروة عوارة أنّ «العربي أحمد جحا، والإسرائيلية نيتا هانن اجتمعا لتحويل القرية إلى مقصد سياحي جديد، كما أنّهما استثمرا أموالهما في تحويل منزل قديم إلى فندق سياحي لجذب السيّاح من مختلف أنحاء أوروبا»، علماً بأنّ القرية تقع بمحاذاة شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبعد 40 كلم عن مدينة حيفا.
مستخدمو فايسبوك وتويتر، وصفوا التقرير بـ«الفضيحة»، معتبرين أنّ عرضه على التلفزيون المصري بمثابة «دعاية وترويج للسياحة الإسرائيلية»، كما علّقت إحداهن قائلة: «ما تقولش إيه إدينا إسرائيل، قول هندّي إيه لإسرائيل». هذه المواقع دفعت إدارة التلفزيون إلى التحرّك. رئيسة قطاع الأخبار في «ماسبيرو»، صفاء حجازي، أكدت أخيراً أنّها أحالت رئيس تحرير نشرة الواحدة، محمد عطا، والمعدّة مروة عوارة إلى التحقيق، إضافة إلى «إيقافهما عن العمل، لغاية الانتهاء من التحقيقات في القضية». وأضافت حجازي إنّ الثنائي «ارتكبا واقعة مؤسفة، وإنّ الأولوية هي للترويج للسياحة المصرية التي تعاني مشاكل كثيرة»، مشددة على أنّها تصرّفت فور علمها بما حدث.
اللافت في الحادثة أنّها وضعت في إطار «الترويج للسياحة في إسرائيل»، ولم تربط بأي شكل من أشكال التطبيع. «لا يوجد أي نص مكتوب يمنع تناول إسرائيل في الإعلام المصري، بل هناك أعراف يحظر بموجبها التعرّض لأي جهة حسّاسة»، يقول أحد المذيعين العاملين في التلفزيون المصري منذ أكثر من 20 عاماً. وأوضح أنّه «يقصد بالجهة الحسّاسة إسرائيل أو رئيس الجمهورية أو ما شابه». هذا العرف يسري أيضاً في أوساط المثقفين والكتّاب المصريين بناءً على قرارات «شفهية» اتخذتها النقابات والجمعيات، وعلى رأسها «نقابة الصحافيين المصريين»، و«اتحاد الكتّاب المصريين». وتوقّع هذا الإعلامي، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن تنتهي التحقيقات مع عطا وعوارة بـ«خصم أو توجيه إنذار» كي «لا تتكرر المسألة»، مضيفاً إنّه في التلفزيون المصري «إسرائيل ليست صديقة، لكنّك لا يمكن أن تقول عنها عدواً»!

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine







بلاش أسامة

مع بدء البحث عن أسماء المرشحين لتولّي الحقائب الوزارية في الحكومة المصرية الجديدة، طلب رئيس الوزراء المكلف إبراهيم محلب من الصحافي والكاتب أسامة الغزالي حرب (1947) تولّي وزارة الثقافة خلفاً لصابر عرب. لكن بعد ساعات على هذا الطرح، تراجعت حظوظ مؤسس حزب «الجبهة الديموقراطية». البعض رأى أنّه غير مناسب لهذا المنصب لأنّه ذو خلفية صحافية، فيما استحضر آخرون البلبلة التي وقعت سابقاً في «نقابة الصحافيين»، على خلفية مواقف حرب «المؤيدة للتطبيع»، وخصوصاً أنّه سبق أن التقى مسؤولين إسرائيليين في القاهرة بعد أيّام على إنشاء «تحالف كوبنهاغن للسلام» عام 1997.