غاب سامر المصري العام الماضي عن الشاشة، وربما يغيب في الموسم المقبل أيضاً، لأنه يفكّر في الإعتذار عن عدم المشاركة في مسلسل «الدومري» لعثمان جحى وسيف الدين السبيعي، بعدما وافق على بطولة فيلم A to b مع المخرج الإماراتي علي مصطفى وكتابة المصري محمد حفظي (الأخبار 5/2/2014). كأنّ النجم السوري الذي حقّق شهرة عربية، ومُنيت آخر أعماله التي أنتجها بنفسه (منها «أبو جانتي») لصالح محطات خليجية بهجوم من قبل النقاد، قرّر تغيير مساره والتوجّه نحو الفنّ السابع، والابتعاد عن المواد المستهلكة.
في حواره لـ «الأخبار»، يرفض نجم الدراما الشامية تزويدنا بتفاصيل عن الفيلم (الحوار فيه باللغة الانكليزية)، بسبب وجود بند في عقد المنتج يمنعه من التصريح. يكتفي بالقول «القصة عبارة عن رحلة في السيارة لمجموعة من الشباب والصبايا تدور بينهم علاقات حبّ وما شابه ذلك، وتمرّ الرحلة على أربع دول مع حالة إسقاط على بعض الأحداث الراهنة في المنطقة». يلفت الممثل إلى أنّ نيسان (أبريل) المقبل سيكون موعد إنطلاق التصوير، بدءاً من الامارات مروراً بأربع دول عربية وأجنبية. من جانب آخر، يختار المصري المصارحة إلى أبعد الحدود، ويشرح عن سبب رغبته في الابتعاد عن التلفزيون. يقول «مللت الروتين في المسلسلات السورية التي أضحت تتشابه إلى درجة أنّ المشاهد بات يخلط بين أكثر من مسلسل». ويعزو ذلك إلى سعي الدراما السورية وراء الشهرة السريعة. ويشرح: «بعد نجاح «باب الحارة»، غرقت الدراما السورية في المسلسلات الشامية التي لم نعد نعرف ماذا تريد وما هدفها. كأنها تلهث للوصول إلى ربع ما حققه هذا العمل البسيط من محبّة في العالم العربي». ويضيف «المشكلة أنهم لم ينتبهوا إلى أنّ هذا المسلسل لا يصلح ليكون المثل الأعلى للدراما. حتى شخصية «العكيد» تعرّضت للتقليد في الكثير من الأعمال ومنها مسلسل تركي، لكنها جاءت فاشلة».
لكن هل تعتبر فيلم A to b عودة مناسبة بعد غيابك؟ ثم ألا يفقدك الابتعاد عن التلفزيون جزءاً من شعبيتك في زمن يولد فيه كل يوم نجم جديد؟ يرد المصري «لا تؤرقني العودة إلى التلفزيون لأنّني أتعامل مع الفنّ كهواية، مع أنني في غاية الاحتراف. في السنتين الأخيرتين، تغيّرت مفاهيمي حول المكان الذي يجب أن أكون فيه. لذا لن أكرر دوراً جسدته سابقاً، وأخطط للخروج من الدوائر الضيقة التي أطّرت الدراما السورية نفسها بها. لذلك، سأتحرك باتجاه السينما قليلاً وباتجاه أنواع مختلفة من المسلسلات تحاكي المشاهد الواعي وليس المشاهد التقليدي».
وماذا عن اعتذاراته المتكررة عن مسلسلات وأفلام؟ يردّ مستشهداً بما قاله الكوميديان عادل إمام حول «ضرورة الإطلاع على ما اعتذر عنه الممثل وليس مشاهدة ما اشتغله لنتمكّن من معرفته بشكل حقيقي». ويتابع «هذه جملة رائعة، وقد اعتذرت عن فيلم «بيت صدّام» house of saddam رغم إسناد دور صدام حسين لي، لكن عندما قرأت النص، وجدته مجحفاً. ربما هناك الكثير من الحقائق في الفيلم لكنني أكره الأدوار المسيّسة، وكنت قد قطعت عهداً على نفسي بالابتعاد عن توظيف المال السياسي في الفن».
على هذه الحال، يعتقد «أبو شهاب» أنّ خطوة A to b ستضع قدمه في بداية طريق العالمية، لذلك سيكون أكثر حذراً في خيارته الفنية مستقبلاً. هي أشهر قليلة كفيلة بأن توضح لمتابعي المصري المكان الذي وصله وحجم فيلمه الجديد ومستواه وقيمته الفنية.