«إلى دونا جعلوك»جلس موفدو الأمم على طاولةٍ مستديرة
(ويلاه! كم هي مستديرة وشاسعة وعديمة الجدوى!)
يتداولون في الشروط الأكثر جوهريةً لسعادة البشر.
أحدهم قال: أنْ يهتدي الخائفُ إلى مَأمَن.
قال آخر: أن يُحَصِّلَ الجائعُ لقمتَهْ.
قال ثالث: أن يعثرَ التائهُ في الصحراء على ينبوع.
قال الرابع: أن يُشفى المرضى، ويرجع الهاربون، ويُطلَق سراح الأسرى.

وآخر: ألّا يكون واحدٌ مثل فرج الله الحلو قد عُذِّبَ وذُوِّبَ ومات.
وآخر: أن يُوعَد أصحابُ العِلّاتِ المستعصية، بموتٍ هَيّنٍ وخالٍ من الألم.
وآخر، وآخر، وآخر:
أن ينتصر الجمهوريون.
أن تعود أيامُ المشاعاتِ الأولى.
أن يَتمّ تقاسمُ السلطة وتوزيعُ ثروات الأرض على البهائم.
وآخر: أن يُنفى الكهنةُ (جميع أصناف الكهنة) إلى أقاليمِ العماءِ الأوّل.
وآخر: أن تَهلكَ جميعُ الجيوش. وتَتخَرّبَ جميعُ الحدود والمخافر، وتَبْطلَ ديانةُ الحرب.
وآخر: أن يُلغى الذهب، ويُستعاضَ عنه بالأصداف البحرية وكلمةِ الشرف.
لم يبقَ أحدٌ ساكتاً.
الجميع قالوا أشياء جوهريةً، حكيمةً وصادقة، لكنْ... ناقصةْ.
رجلٌ وحيدٌ، وحيدٌ وشيخ، قاعدٌ في الركن
(كان يحلم في طفولتِه أنْ يصير شاعراً أو قرصاناً)
راح يفكر في إمكانيةِ العثور على الصيغةِ الأكثر بساطةً لكتابةِ هذه المسَلَّمةْ:
الحياة (إذْ هي ورطةٌ لا يمكن تَفاديها)
تستحقُّ أنْ تُعاش بصورةٍ لائقة.
26/9/2012