في تمام الثامنة والنصف، انطلق، همساّ، «القداس الجنائزي» للمؤلف الإيطالي جيوزيبيه فيردي، في الباحة الداخلية لمعبد باخوس. الأمسية هي الوحيدة ضمن فئة الموسيقى الكلاسيكية الغربية في دورة «مهرجانات بعلبك الدولية» لهذا الصيف. قاد العمل الإنشادي الديني الرهيب الأب توفيق معتوق ونفذته «أوركسترا الإذاعة الرومانية لموسيقى الحُجرة» وأنشده كورال «الجامعة الأنطونية» وجوقة رومانية ضيفة، بالإضافة إلى أربعة مغنين منفردين (سوبرانو، ميتزو سوبرانو، تينور وباص).منذ البداية، تبيّن أن الأب معتوق يميل إلى تبطيء الإيقاع بشكل طفيف، ما جعل المدة الإجمالية أطول بقليل من التسجيلات «السريعة». الجوقة المشتركة كانت ممتازة. برزت من بين المغنين المنفردين السوبرانو ماريا أغريستا التي كانت أقوى عنصر في الأمسية، بصوتها وإحساسها ونبرتها المناسبة لعمل مماثل، بخلاف زميلتها التي بدا صوتها «قاسياً» بعض الشيء. أما رجلا الغناء المنفرد فأديا دورهما بحرفية من دون تسجيل قيمة مضافة. الأوركسترا، من جهتها، لم تلبِ العمل في الأمكنة المتطلبة (بالأخص الترومبتات التي سارت على حافة العجز في الأسطر الشديدة الصعوبة، اذا أغفلنا بعض الأخطاء الثانوية العابرة). لكن النتيجة العامة كانت جيدة نسبةً لأمسية حية وعمل لن تتكرر كثيراً تجربة سماعه بهذا الشكل في الحياة.