للعام الثاني على التوالي، يصّر السفير الفرنسي باتريك باولي على وصف «شهر الفرنكوفونية» في لبنان بـ «الربيع الجديد» وسط ما يعصف بهذا البلد من إرهاب وويلات. رغم هذا الجوّ القاتم أمنياً، يتفاءل منظمو الحدث من «المعهد الفرنسي في بيروت»، و«الوكالة الجامعية للفرنكوفونية» بالشراكة مع وزارة الثقافة اللبنانية وأكثر من 8 دول فرنكوفونية (بلجيكا، بلغاريا، سويسرا، رومانيا، اليونان، مصر، كندا، تونس...). يتمسّك هؤلاء بتيمة الحدث وشعاره «لا نمزح مع الفكاهة» المستوحى بتصرّف من مسرحية ألفريد دو موسيه On ne badine pas avec l'amour.
إذاً الفكاهة ستطبع فعاليات هذا الشهر الذي ستتنوع بين أشكال متنوعة من الفن والفرجة والأنشطة التربوية والترفيهية والمسابقات. أمس، كُشف عن جزء منها خلال مؤتمر صحافي أقيم في وزارة الثقافة اللبنانية، فكانت أولى كلمات وزير الثقافة الجديد روني عريجي بالفرنسية كما قال، معبّراً عن هذا الترابط العاطفي بين هذه اللغة ولبنان، وآملاً أن يشكّل هذا الأخير المحور الأساس للعالم الفرنكوفوني وتحديداً تيمة هذا الحدث: «الضحك» الذي يتزامن مع «ظروف مؤلمة يعيشها لبنان حيث مشهد البربرية والموت يحتلّ يومياتنا ويقتحم شاشاتنا».

«الضحك هو حقنا في الحياة وفي الحصول على السعادة (..) إنه نوع من أنواع المقاومة» بهذه العبارات ختم عريجي كلمته.
احتفالات الفرنكوفونية في بيروت ستبدأ يوم الجمعة المقبل مع معرض للفنان بونوا غيّوم الذي سيعرض رسومه المستوحاة من الحياة المدينية والأبنية والشوارع من أشهر مدن العالم (18:30) في «المعهد الفرنسي»، يتبعه عرض للكوميدي البلجيكي جوز هوبن الذي جال العالم حاملاً «الضحك كفن». وفي المعهد عينه (مسرح مونتاني عند الساعة 20:00 مساء)، سيتحدث عن هذا الفن وكيفية مواجهة اللحظات الصعبة والمواقف المؤلمة.
وللسفارات الفرنكوفونية المشاركة حصة وافرة في روزنامة هذا الحدث. على سبيل المثال، ستقدم رومانيا وثائقي «نابوليون 3 والشابة الرومانية 2010» الذي يحكي عن العلاقات الفرنسية - الرومانية، بينما تذهب كندا الى أحضان المرأة بالتعاون مع جامعتي ALBA و«البلمند» في معرض للصور الفوتوغرافية لوجوه نسائية كندية ولبنانية من مشارب مختلفة (الـ «ألبا» ـــ سن الفيل). بدورها، تحيي بلجيكا أول مجلة أوروبية تعنى بالرسوم المصورة Spirou وموجّهة الى الشباب، وتعرض أغلفتها من العدد صفر (1938) ولغاية اليوم (غاليري 169 ــ الصيفي).
بعدما جذب شهر الفرنكوفونية العام الماضي حوالي 4000 زائر في بيروت، و8000 في المدن اللبنانية المختلفة التي أقيمت فيها فعالياته، تكثّف السفارة الفرنسية جهودها هذا العام ببرمجة مزدحمة وغنية تخيم عليها العروض المسرحية («مهرجان الرّواة والمونودراما» ــ من 11 حتى 16/3 ـ «مونو») والـ «ستاند آب كوميدي» («جوجو» لمارك قديح /18 و19/3 ــ مونتاني)، والارتجال («كاباريه الارتجال» ــ 22/3 ـ مونتاني) والسينمائية مع مشاركتين مهمتين للتونسي النوري بوزيد (فيلم «ما نموتش» ـ 13/3 ـ مونتاني) وفيلم «هرج ومرج» (الصورة) لنادين خان (11/3 ـ متروبوليس) وغيرها من المواعيد الهامة.



شهر الفرنكوفونية في لبنان: بدءاً من 28 شباط (فبراير) حتى نهاية آذار (مارس) ـ
www.institutfrançais-liban.com

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab