كان كمثل ما وصف الكتاب المنشور: وردة في حقل ألغام. أنسي الحاج ما كان سوى كتابه... وما ابتسامته إلا تلك الوردة. ويبقى، كتاباً وابتسامة وغياباً، الطفل في حضوره الكثيف حتى الأراجيح:
أَلْبَسَ النَّبْعَ «خَوَاتِمْ»
وَأَعَدَّ الْوَرْدَ لِلشِّعْرِ «وَلِيمَهْ»
ثُمَّ فِي التَّرْحَالِ غَابْ
وَهْوَ قَادِمْ...

مِنْهُ لَمْ يَبْقَ سِوَى ثَغْرٍ شَفِيفٍ
كَتَبَ الْعِطْرُ عَلَى الْعِطْرِ فُصُولَهْ
بِالْمَبَاسِمْ...
بِالنَّيَاسِمْ...
مِنْهُ لَمْ يَبْقَ سِوَى شَمْسٍ قَدِيمَهْ
كُلَّمَا أَشْرَقَ حِبْرٌ فِي كِتَابْ
أَيْقَظَ النَّبْعُ «الرَّسُولَهْ»،
نَهَضَتْ، قَالَتْ لِشَعْرٍ،
أَرْخَتِ الْأَيَّامُ لِـ»الْكِلْمَاتِ» طُولَهْ:
خِصْلَةٌ مِنْكَ وِسَادٌ
خِصْلَةٌ ثَكْلَى... غَطَاءْ.
صَمَتَتْ...
حُزْناً جَرَى نَهْرُ الْبُكَاءْ:
رَتِّبِ التُّرْبَ سَرِيراً
رَاقِدٌ أُنْسِي... وَنَائِمْ.
حبيب يونس
18 – 2 - 2014
يا ألله...
أهو الخريف تتساقط أوراقه الصفر شاعراً تلو شاعر؟
أم هو ربيعنا... الذي علمتنا صلوات زهره في عظة الشعر، فصلينا.
أنسي الحاج «لن»... ترحل.
* شاعر وصحافي لبناني