يصعب اختزال التجربة الإبداعية والفكرية المتشعبة التي خاضها علي الشوك (1929 ــ 2019) على مدى أكثر من نصف قرن، قبل أن ينطفئ في كانون الثاني (يناير) في لندن. بمسيرته الشخصية كما الفكرية، يعكس صاحب «الأطروحة الفنطازية» نموذج المثقف الشامل، بمعرفته واهتماماته المتشعبة علميةً وأدبية، كما أن سيرته تعكس سيرة التيه العراقي منذ سفره إلى بيروت في الأربعينيات لدراسة الهندسة، ليغيّر رأيه ويتخصّص لاحقاً في الرياضيات، ويعود إلى العراق منخرطاً في الحزب الشيوعي، ثم يُعتقل في الخمسينيات. ومنذ عام 1995، سينتهي به المطاف في المنفى اللندني. كتابه الأخير «المسيح خارج الكتاب المقدّس» (منشورات الجمل)، إشكالي يقارب سيرة المسيح من خارج النصوص الدينية الرسمية، مستنداً إلى إرث أدبي وميثولوجي غربي وشرقي منه «الإغواء الأخير للمسيح» لكزانتزاكيس، و«الرجل الذي مات» للبريطاني دي اتش لورنس، ومخطوطات نجع حمادي التي ظلت مخفية في مصر، فضلاً عن الديانات المصرية القديمة، وتحديداً إيزيس التي يحاول أن يعثر على ملامحها في شخصيتي مريم العذراء ومريم المجدليّة.