منذ بدء العمليات الإنتحارية في لبنان، برزت إشكالية تمثّلت في الدمج بين مفهومي الإنتحاري والإستشهادي. أول من أمس، لاقى تقرير عرضته mtv نقلاً عن «كتائب عبد الله عزام» التي نشرته بدورها على حسابها على تويتر ضجة كبيرة. الشريط يظهر الإنتحاري الذي قام بالعملية المزدوجة على السفارة الإيرانية، لكنّ «أم. تي. في» مهرته على شاشتها بعبارة: «معين أبو ظهر: الإستشهادي الذي فجّر نفسه بالسفارة الإيرانية». عبارة واحدة (استشهادي) كانت كفيلة بإشعال مواقع التواصل الإجتماعي، وخيّم السخط إزاء ما أوردته القناة من مغالطة.
الشريط يظهر مقابلة مع أبو ظهر يتوعد فيها بضرب ما أسماه «الدولة المجرمة» (إيران) التي اتهمها «بالتواطؤ» مع الأميركيين في احتلال أفغانستان والعراق وقتل الشعب اليمني وصولاً الى لبنان وسوريا و«حزب الله». بعد هذه الضجة، بدأت بعض المواقع الإخبارية تتحدث عن «اعتذار منتظر» من قناة المرّ، لكنّ ذلك لم يحصل. في اتصال لـ «الأخبار» مع مستشار رئيس مجلس إدارة المحطة موفق حرب، اعتبر الأخير أنّ ما حصل كان «خطأً مطبعياً» ولم ترتكب القناة أي «غلطة كي تعتذر»، مستدركاً: «لو أخطأ المذيع في القول بأنه الإستشهادي، عندئذ يحتاج الأمر الى الإعتذار». وبالفعل أورد المذيع قبل بدء التقرير عبارة «انتحاري» بينما ظهر في أسفل الشريط كلمة «استشهادي».
هي ليست المرة الأولى التي تخلط فيها mtv بين هذه المفهومين وأبعادهما وليس تقريرها الشهير في تشرين الثاني (نوفمبر) حول «العمليات الإنتحارية»، الا دليلاً على هذا النهج المتبع في وضع أعمال «القاعدة «الإرهابية في موازاة عمليتيّ سناء محيدلي وصلاح غندور. يومها، خلص التقرير إلى أنّ «هذه العمليات الإنتحارية أصبحت إرهابية في نظر الممانعة»!.


يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab

تقرير اول من أمس:



فيديو «العمليات الإنتحارية»: