يوم السبت المقبل، يستذكر اللبنانيون مأساة الحرب الأهلية، في ذكراها الـ44. وفي هذا النهار أيضاً، دعوة للحب، وتمجيد هذا الحب. إذ تنظّم الأكاديمية غادة جبق بالاشتراك مع «جمعية السبيل» ليلة للقراءة في «المكتبة العامة لبلدية بيروت» (مونو)، مخصصة هذه المرة لـ «الحب بين العذري والجريء: قراءات حرة». في «ليلة القراءة» التي نظّمها هؤلاء في كانون الثاني (ديسمبر) الماضي في المكان عينه، وجلبت أكثر من 50 قارئاً/ ة، من أعمار متفاوتة، وضعت جبق نصب عينيها ليلة قراءة أخرى تتمحور حول الأدب الإيروتيكي، لفئة عمرية أكبر سنّاً، إيماناً منها بدفع هذه المواضيع التي تندرج ضمن المحرمات في بلادنا، قدماً، والإفادة من التراث العربي الزاخر بهذه النصوص الجريئة التي يُعمل على إسقاطها عمداً من إرثنا وتاريخنا وحضارتنا. يوم السبت المقبل (20:00) إذاً، نحن على موعد أدبي وتفاعلي آخر، تحت راية الحب العذري والجريء.

لوحة من الحقبة الصفوية ـ إيران (1660)

هي المرة الأولى، في لبنان، التي تُنظم فيها أحداث ثقافية مماثلة. ستفتح مكتبة «مونو» أبوابها في هذا النهار، استثنائياً، منذ ساعات الصباح، حتى موعد انتهاء الفعالية الثقافية (22:00)، لتستقبل قراء (تفوق أعمارهم 18)، يختارون نصوصاً أو مقتطفات من رواية أو أبيات شعرية بلغات مختلفة، لتلاوتها في وقت لا يتجاوز الثلاث دقائق. في حديث مع «الأخبار»، تلفت جبق إلى أنها اختارت هذا الموضوع لأنه يستهويها، وكانت سابقاً قد أصدرت رواية «شبكات، رغبات، وأوهام» (2016 ــــ باللغة الفرنسية) التي تتمحور حول «الإيروسية». تنطلق أستاذة اللغة الفرنسية من نجاح «ليلة القراءة»، لتطلق هذا النشاط، مع صعوبة تقدير ردود الفعل حوله. لذا، حبذت وصفه بـ «المغامرة»، ضمن مجتمع لبناني ما زال يعتبر «محافظاً»، وتراث عربي يزخر بهذه الآداب والتيمات، وعمل على طمسه مع الوقت، والاستعانة والتشدق بالأدب الإيروتيكي الغربي، علماً أننا كعرب سباقون بأشواط على حد تعبير جبق. وتؤكد هنا أن الحدث لا يندرج ضمن لعبة «الإباحيات»، بل يعدّ مساحة لقراءة «كلام جميل يتغنى بالجسد، والعلاقة الروحية والجسدية على حدّ سواء».
تطلق هذه الفعالية، لتفعّل في الوقت عينه، العلاقة ما بين الناس والمكتبات العامة. هدف تسعى إليه جبق دوماً، أي إعادة اللحمة ما بين الطرفين، وتفاعل القراء مع هذا المحيط الثقافي، الذي يكاد ينسى. إذاً، سيتعاقب القرّاء في ليلة السبت، لتلاوة نصوص تندرج تحت تيمة الحدث، وباللغة التي يختارونها، للعمل على كسر هذا «التابو»، أو هزّه أقله، بحسب جبق. بدورها، ستقرأ الأخيرة أبياتاً شعرية من الأدبين العربي والفرنسي. ويشهد اللقاء أيضاً دعوة كتّاب أسهموا في هذا الأدب، ليشاركوا في الأمسية كما باقي «الناس العاديين»، لكي لا يصار إلى التمييز بين قارئ وأديب.

* «الحب بين العذري والجريء: قراءات حرة»: 20:00 حتى 22:00 مساء غد السبت ـــ «مكتبة بيروت العامة» في مونو ـــ للاستعلام: 01/203026