أعلنت «شَبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين» عَزمها مجُدداً على المشاركة في تنظيم مهرجان تضامني خاص بالمناضلة الفلسطينية والأسيرة المحررة رسميّة عودة (1948 ــــ مواليد قرية لفتا) في إطار تحالف ألماني ودولي جرى الإعلان عنه أخيراً للدّفاع عن حقّ عودة في التنقل والتعبير عن مواقفها، فيما اعتبرت مصادر في الحراك الشبابي الفلسطيني إقامة هذا المهرجان وكلمة رسمية عودة «تحدياً للحركة الصهيونية وأدواتها الإعلامية العنصرية وخسارة مؤكدة لوزير الشؤون الاستراتيجية وسفيرَي تل أبيب وواشنطن وهو إعلان عن وقوفنا إلى جانب المقاومة الفلسطينية والحركة الأسيرة الفلسطينية».وقالت شبكة «صامدون» في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: «ندعو مجدداً أصدقاء الشعب الفلسطيني والجاليات والمؤسسات الفلسطينية والعربية والصديقة إلى المشاركة الشعبية الواسعة في مهرجان تضامني بعنوان «رسمية تتحدث»، تضامناً مع الأسيرة المحررة والمناضلة رسمية عودة في برلين وسماع كلمة الأسيرة المحررة» اليوم الأربعاء بمشاركة ممثلي قوى التضامن مع الشعب الفلسطيني وحركة المقاطعة الدولية «بي. دي. أس»
وأشارت مصادر فلسطينية في حملة الدفاع عن عودة إلى أن «الحظر الجائر الذي جرى فرضه على رسمية عودة من قبل السلطات الأمنية الألمانية يوم الخامس عشر من آذار (مارس) لم يعد قائماً». وأكدت المصادر ذاتها أنّ «رسمية عودة لا تزال موجودة في برلين، ولم تُبعَد كما زَعمت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية على مدار الأيام الماضية».
وكانت عشرات المؤسسات الأكاديمية والقوى اليسارية والجمعيات الثقافية والحركات النسائية في ألمانيا والولايات المتحدة قد أرسلت بيانات منفصلة أعلنت فيها عن تأييدها لحملة التضامن مع الأسيرة المحررة رسمية عودة، ودافعت عن حقها الإنساني والطبيعي في التحدث الى الجمهور الألماني ومخاطبة الرأي العام الدولي، ودعت منظمات حقوقية أعضاءها وأنصارها الى المشاركة في مهرجان «رسمية تتحدث» لسماع كلمة المناضلة في مهرجان يقام اليوم الأربعاء.
يذكر أن المهرجان الجماهيري التضامني سيشهد إلى جانب خطاب المناضلة الفلسطينية، فقرات فنية وتراثية تُقدمها «فرقة يافا للفنون الشعبية الفلسطينية» وقصائد ومقطوعات موسيقية، فضلاً عن اسكتش مسرحي قصير للفنان الفلسطيني ماهر دريدي.
وكانت صحف ومواقع صهيونية وألمانية يمينية متطرفة قد نشرت إعلانات ممولة من وزارة الشؤون الاستراتيجية الصهيونية التي يرأسها الوزير اليمني العنصري جلعاد أردان (ليكود) زعمت فيها أن «الفلسطينية رسمية عودة أبعدت من ألمانيا ولن تتحدث في أي نشاط عام في برلين». واعتبرت وزارة الشؤون الاستراتيجية «ما حدث انتصاراً لها وللسفير الأميركي ريشتارد غرينيل حين تدخل شخصياً لمنع المهرجان الجماهيري الذي كان مُقرراً منتصف الشهر الجاري».
بدوره، قال الكاتب الفلسطيني خالد بركات إنّ الحملة المسعورة التي استهدفت المناضلة رسمية عودة هي تعبير عن «صفاقة صهيونية وتواطؤ ألماني رسمي وانتهاكات غير مسبوقة لحقوق امرأة ومناضلة فلسطينية». وأشار بركات: «نحن إزاء حملة عنصرية اجتمعت فيها دول وسفارات ومؤسسات إعلامية كبرى ضد مناضلة فلسطينية عزلاء إلا من إيمانها بعدالة قضيتها ومبادئها الثورية فأرادوا شيطنتها ومصادرة صوتها، والهدف تجريم المقاومة الفلسطينية والحركة الأسيرة ومنعها من التواصل مع شعبها ومع حركة التضامن الأممية». واعتبر بركات أن «الصهاينة ومن خلفهم عملاؤهم وأدواتهم الرّخيصة فشلوا في مساعيهم وأصيبوا بخيبة أمل كبيرة وفشل ذريع».