بالتعاون مع «معھد العربي للمرأة» و«رابطة خرّيجي الجامعة اللبنانية ــ الأميركيّة»، انطلقت أمس في LAU فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «نكست» الذي يقدّمه قسم الإعلام في الجامعة، على أن يُختتم في 22 آذار (مارس) الحالي. يشمل الاحتفال السنوي مجالات فنية عدّة، من بينها فنون التواصل وتلك التجريبية المبتكرة. وبحسب القائمين عليه، يبني الحدث على تاريخ «المھرجان الدولي للمسرح الجامعي» الذي تنظّمه «الجامعة اللبنانية ــ الأميركيّة» ويُكمل «إرثه»، وھو منفذ «إبداعي كونه يقدّم الفرص للطلّاب للعمل مع فنانين متمرّسين». الانطلاقة الرسمية ستكون اليوم الثلاثاء حيث سيتم تكريم «سيّدة المسرح اللبناني» نضال الأشقر من خلال عرض فيلم «ورشة وخمس حكايات مع نضال الأشقر» (س: 19:00)، من إخراج سابين الشمعة وبالتعاون مع الأشقر نفسها والمخرجة اللبنانية والأستاذة المحاضرة في الجامعة لينا أبيض. إلى جانب هذا الشريط الذي لا تتعدّى مدّته العشرين دقيقة، يتخلّل التكريم كذلك عرض مسرحية «توليفة نضال» (إخراج عوض عوض والأكاديمي عمر سليم) بمشاركة الممثلتَيْن برناديت حديب وندى أبو فرحات. المحطة التالية بعد التكريم هي عمل موسيقي يحمل اسم «تحيّة للأخوين رحباني» مع جوزيف خليفة (س: 20:30).
على الرغم من أنّها اعتادت الأمر في لبنان وخارجه منذ سنوات، إلا أنّ بطلة مسرحية «إضراب الحرامية» (1971) لا تزال تفرح بالتكريمات، لا سيّما إذا أتت بمبادرة من صروح أكاديمية. «كأنّه قياس لردود أفعال الجمهور وتأكيد على أنّ مسيرتي المهنية الطويلة مقدّرة من قِبل الناس. لا يمكننا أن ننكر أنّ حياتي الفنية غريبة وليست عادية إطلاقاً»، تقول «الست نضال» في حديث أجرته معها «الأخبار» في إحدى الليالي الباردة في منزلها في كليمنصو. هذا ما حدث مثلاً قبل أقل من عامين حين احتفت بها «الجامعة الأنطونية» ووزّعت النسخة الحادية عشرة من كتاب «اسم علم» تحت عنوان «نضال الأشقر... حكاية نضال». لا بد من تثمين مثل هذه الأحداث في بلد لا يتذكّر كباره عادةً إلا بعد رحيلهم. تبدو نضال الأشقر سعيدة جداً بخطوة LAU، إذ تؤكد في حديثها مع «الأخبار» أنّها «استمعت كثيراً بلقاء الطلاب والعمل معهم… درّبت الشباب والصبايا على التمثيل والاسترخاء والصوت والأداء، كما ترجمت لهم مختارات من أرشيف شكسبير وسعد الله ونوس، وأخبرتهم عن حياتي ولماذا أصبحت امرأة مسرح». وتضيف أنّها في كلّ مرّة تخوض فيها تجربة مشابهة، تقول لنفسها إنّه «يتعيّن عليّ إنشاء محترف تمثيلي، لكن للأسف الوقت لا يسعفني، وفكّرت إلى أي مدى يحتاج لنا (نحن الممثلين والمخرجين) الشباب بهدف العمل كما يجب ووفق الأصول، خصوصاً أن المسرح يفيد في مجالات مختلفة».
أمسية توجّه «تحيّة للأخوين رحباني» مع جوزيف خليفة


بعد تكريم نضال الأشقر، ينتقل «نكست» غداً الأربعاء لمسابقة الـ 50 ساعة المخصصة للأفلام (بإدارة المخرجة المسرحية والأكاديمية عليه الخالدي)، يليها في اليوم التالي عرض The Rite of Spring الراقص (س: 20:00)، الذي تولّت الأستاذة في LAU صبا علي إدارته فنياً، فيما ألقيت مهمّة الكوريغرافيا على سارة فاضل وكريستال فرح)، بالإضافة إلى خماسية جاز يؤدّيھا رافي ماندليان (س: 21:00).
أما الختام يوم الجمعة، فسيكون مع تكريم الأستاذة في قسم الدراسات الجندرية في «جامعة راتغرز» الأميركيّة مايا مكداشي ومنحها جائزة روّاد فنون التواصل لخرّيجي قسم الإعلام (س: 18:15). علماً أنّ مكداشي تقدّم محاضرة يوم 20 آذار (س: 14:00) تتمحور حول التمييز الجندري في لبنان من خلال دراسة حالات مرّت على القضاء اللبناني. في الختام أيضاً، تقدّم شادن فقيه عرض «ستاند آب كوميدي» (س: 18:30)، تتبعها مسرحية «شخطة شخطين» (لباتريسيا نمّور ــ س: 19:30) التي شاهدناها العام الماضي في بيروت وتدخل في روحية محاضرة مكداشي من خلال قصة امرأة في الخامسة والثلاثين، حرة ومستقلة تستعرض معاناتها في محاولاتها المتكررة للإنجاب ونظرة المجتمع إليها. وتلي المسرحية، حفلة موسيقية لفرقة Arnabeat (س: 21:00) للروك التي تقدم مزيجاً غربياً شرقياً. إلى جانب البرنامج الفني الحافل، تشهد فعاليات المهرجات توازياً ورش عمل ومحاضرات متنوعة.

* الدورة الثالثة من مهرجان «نكست»: حتى 22 آذار ــ حرم «الجامعة اللبنانية ــ الأميركية» (قريطم ــ بيروت). الدخول مجاني. للاستعلام: 01/786464 (مقسّم: 1172) أو [email protected]