بدأ هذا المشروع الفني مع دعوة لتقديم مقترحات الطلاب لمعرض في الجامعة الأميركية في بيروت: ART / WORLD / DISASTER. عندما طُلب منّي وضع «الكارثة» في سياق عالم الفن، ذهبت أفكاري على الفور إلى الحرب السورية ومئات الآلاف من العائلات السورية المشردة في لبنان. عندها، كنّا قد شهدنا عامين من الحرب السورية، ورغبتُ باستخدام الطريقة البصرية الأكثر صلة بالتعامل مع النساء والأسر الذين يهربون من الحرب، كما معالجة مرور الوقت بينما يعيشون «في المنفى» لكن من دون استغلالهم.

بالإضافة إلى ذلك، أردت أن أجد طريقة لنقل/ للتعريف بشيء ما (رغم أنه صغير على الأرجح في نطاق احتياجاتهم) يكون مفيداً لهم، وعلى الأقل لزوار المعرض، يغرس شعوراً بالأمل في اتخاذ القرارات الاستباقية بدلاً من عرض الموت الوشيك لهذه العائلات. بعدما علمت أن نولاً لحياكة السجاد قد أعطيت للنساء السوريات النازحات في تركيا، قررت استخدام مواردي لتعلم نسج السجاد وبناء نول مع المعلم يوسف الله-فرديزاده، واستخدام شبكة من ممثّلي المجتمع المحلي الذين زاروا المعرض لنقل هذه المهارة و/ أو مواردها للنساء السوريات المهتمات بتعلم حياكة السجاد. تبنت ذلك ورشتان منفصلتان لنسج السجاد مع مجموعة من 10 نساء سوريات وفلسطينيات من برج البراجنة. خلال هذا الوقت، كان هناك العديد من التحديات، خاصة بسبب بدء المشروع بموارد شبه معدومة. أولاً وقبل كل شيء، من الصعب حقاً على طالبة أن تبدأ مشروعاً بنفسها من دون الحاجة إلى تفسير أو إقناع أفراد المجتمع المحلي الذي تعمل معه بما يجب أن تكون عليه النتيجة النهائية، من دون الحاجة إلى جعله يكلف شيئاً لتحقيق الربح، وفي بعض الأحيان من دون إشراك الذكور المعنيين.


ثانياً، كان التواصل مع المشاركين السوريين والفلسطينيين خلال ورشتي العمل صعباً، خاصة مع مهاراتي اللغوية الضعيفة في اللغة العربية. كان أحياناً أكثر صعوبة من تصميم وتنفيذ كل ورشة عمل. لحسن الحظ، كان لديّ أصدقاء أقوياء عرفوا أين يأخذوني للعثور على النساجين من السجاد، وكان لدي بالفعل معرض مقرّر وإقامة فنية في معرض لإطلاق المشروع، وبدون ذلك لم أكن لأستطيع الحفاظ على استمرار هذا المشروع لمدة عام. مع الوقت، ساعد الجلوس مع النساء في مساحات خاصة ونقل مهارة بصرية وجسدية إلى حد ما، في خلق مستويات مختلفة من التواصل. بداية من الأساسيات، كان الأمر يتعلق بتعلم الحفاظ على الخيط، وإنشاء العقدة المثالية، والإفادة المثلى من النول الذي أعطيته لهن. من ناحية أخرى، كان الأمر يتعلق بمدى سرعة تعلم النساء للحياكة، إذا عرفن مهارات فنية/ حرفية أخرى، وكيف يمكننا تطبيق ذلك في ورشات مماثلة. من جهة أخرى، كان الحديث عنهن، من أين أتين، وكيف انتهى بهن المطاف في لبنان، وما هي قصتي. من الواضح أن هذا ساعدني في تعلم الكثير من العربية العامية، وبالذات من اللهجتين السورية والفلسطينية!