القاهرة | انطلاقاً من القاعدة التي تقول إنّ «السياسة كئيبة»، لاقت دعوة أطلقها صحافيان مصريان على فايسبوك، للرقص الجماعي، رواجاً كبيراً. محمد الشماع وبيتر مجدي جلسا يتسامران بعد يوم عمل مليء بالتظاهرات والعنف وأخبار المحاكم، قبل أن تراودهما الفكرة: «الحل هو الرقص».
هكذا، حدّدا الموعد في 14 شباط (فبراير)، والمكان في «ميدان عابدين» (القاهرة)، ودشّنا صفحة على الموقع الأزرق بعنوان «تعالوا نرقص»، لتعريف الجمهور إلى فكرتهما، قائلين: «تعالوا ننسى همومنا السياسية. تعالوا نعيش الحياة ببساطة. تعالوا نرقص ونعمل كرنفال»، على أمل أن يسهم هذا الحدث في مقاربة الواقع المصري بشكل مختلف. وأبقى الشماع ومجدي الباب مفتوحاً أمام اقتراحات المعجبين بالصفحة، مشددين على أنّه «متاح للجميع».
الفكرة انتشرت بين مستخدمي فايسبوك بسرعة هائلة، وانتقلت إلى الشارع، فبات من غير المستغرب سماع الناس يتحدثون عنها في «مترو الأنفاق».
«الحكاية بسيطة، نقول للناس افرحوا وارقصوا لا أكثر»، يقول بيتر مجدي لـ«الأخبار»، مضيفاً: «أعلنا منع الشعارات السياسية والأغاني المبتذلة، لأنّ الهدف هو الرقص فقط».
ويشير مجدي إلى أنّ هناك استجابة «مقبولة» للدعوة، لكن يوم الحدث (الجمعة المقبل) «سيحسم عدد المشاركين الفعلي»، وتابع قائلاً إن «هناك دولاً تعاني من الفقر ومشاكل سياسية كثيرة حولنا، لكنها تقيم كرنفالات رقص وغناء وتحافظ على البهجة رغم قسوة الحياة. ونحن أيضاً نريد ذلك».
في مقابل هذه الحماسة، خرج الكثير من المزايدين على النشاط وهاجموه، معتبرين أنّ الداعين إليه «نسوا الشهداء، وباعوا دماءهم». كلام دفع محمد الشماع إلى الردّ افتراضياً حين كتب: «عمرنا ما هننسى أصحابنا اللي ماتوا. عمرنا ما هننسى ان فيه أصدقاء لينا محبوسين. إحنا هنروح نرقص لأنّ الكل بيرقص... كوسيلة للاحتجاج. هنروح نرقص بدل ما نموت من القهر». فكرة الشماع ومجدي تختلف عن تلك التي دعت إلى تأدية رقصة Harlem Shake بشكل جماعي أمام مقرّ الإخوان المسلمين في المقطم قبل عام تقريباً (الأخبار 25/2/2013)، وكذلك عن حفلات الرقص التي أقامها المثقفون في حزيران (يونيو) الماضي.
في الأولى، كان الهدف احتجاجياً ضد سياسات «مكتب الإرشاد» وحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، أما في الثانية فكان ضد وزير الثقافة السابق علاء عبد العزيز. أما هذه المرّة، فلا خلفيات سياسية وراء الدعوة. (رابط الصفحة)